يوم 30 يونيو كتبت بوست بمناسبة الذكرى السنوية
لإستغفال الشعب المصري وقلت فيه ان لو الزمن رجع مكنتش شاركت وكنت حاولت (وفقا
لقدراتي يعني اني اقنع الناس ما تشاركش) جت لي 3 انواع من الردود هاحاول ارد عليهم
علشان ما يبقاش في نفسي حاجة ماقولتهاش النوع الأول من الردود كان بيدور حول فكرة
ان الزمن ما بيرجعش وما ينفعش نحكم على دلوقتي بمقايس زمان, النوع التاني انت مين
انت علشان كانت مشاركتك من عدمها كانت هتفرق حاجة, النوع التالت الغلطة غلطة
الأخوان ومالناش دعوة وهما فقط اللي بيتحملوا التبعات.
ردي على النوع الأول :
مش هنرجع اللي
فات ....
في اداة تحليلية لتحليل الوقائع التاريخية
ونتايجها اسمها ال virtual history او ال counterfactual history خلينا نترجمها بالعربي للتاريخ الإفتراضي...
المدرسة دي في اساسها قايمة على فكرة ماذا لو... ماذا لو لم تسير الأمور في
الأتجاه ده ومشيت في اتجاه تاني... طبعا الزمن ما بيرجعش ولا ينفع نرجعه لكن ممكن
اننا نسأل نفسنا اسئلة فرضية ماذا لو فعلنا كذا او لم نفعل كذا... ليه بنعمل الحكاية
دي؟ لأن دراسة التاريخ اصلا الهدف منها
التعلم من اخطائه علشان ما تتكرش في المستقبل وكلنا طبعا حافظين المقولة بتاعة
تشرشل من لم يتعلم من التاريخ مكتوب عليه تكراره... فكرة لو رجع بيا الزمن دي
ببساطة قايمة على الفكرة دي.. فكرة اننا نطرح شكل تاني نتخيل فيه ماذا لو مشينا في
السكة دي وما مشيناش في السكة دي ... كل اللي اتطرح بعد كده بيقول ان ابقاء حالة
توزان القوة بينا (كتيار سياسي مدني) وبين الأخوان (كتيار سياسي مناوىء) كان افضل
للجميع من حالة مصادرة السياسة كلها اللي احنا فيها دي. دايما انت في امان لما
يبقى في توزان قوة بينك وبين خصمك.. ودايما انت في خطر لو في طرف واحد بس اتركزت
في ايده كل القوة خاصة لو كان الطرف ده يملك ادوات قوة كبيرة بالفعل زي الدولة
العميقة والجيش.. الحالة دي مكانش لازم نسعى في اتجاهها خاصة ان كان باين ان
بالتخلص من الأخوان مكانش في اي حد مننا هيجي وكان اللي هيجي تاني العساكر ودي
مكانتش مفاجأة بالنسبة لنا بالمناسبة. طبعا
الكلام عن ان ما ينفعش نحكم على زمان بمقاييس دلوقتي الكلام ده مردود عليه ان ده
مكانش القرن ال 15 مثلا دي كانت مقاييس 2013 العلمية والأكاديمية واللي قالها كتير
من الأكاديميين وحذرنا منها كتير من اللي فاهمين في مسارات التحول الديمقراطي..
كان الأبقاء على استمرار العملية السياسية والأنتخابية تنافسية و دورية وحرة اهم هدف كان يجب الحفاظ عليه في 2013 زي ما هي
دلوقتي بس احنا اللي كنا فاكرين اننا هنخترع العجلة.
ردي على النوع التاني:
انت مين انت اصلا...
انا مش من انصار مدرسة عدمية الفعل الإنساني.. طبعا انا في الأساس ولا لي
اي تأثير لكن انا باتكلم طبعا على اننا كان لازم نشكل تيار بأفكار شبه كده مش
باتكلم عني كشخص ومدى قدرتي على التأثير.. التيار ده كان ممكن ببساطة يتشكل بدل ما
كان في افراد بيقولوه لو كنا ضمينا عليهم كان الأفراد دول بقوا تيار .. على الأقل
لو ما قدروش يأثروا بشكل كامل على التفاعل السياسي كانوا بقوا رقم يقلل الخساير...
احنا كنا بالظبط عاملين زي ابطال مأساة اغريقية كلنا نسير لحتوفنا ورغم ان اكتر من
حد شايف المصير لكن الجنون الجمعي كان بيدفعنا للحافة... صديقي اللي كان بيقول
بسخرية وهو انت بقى لو مكنتش شاركت كان الأحداث ما مشيتش في السكة دي!! اقوله
ببساطة كانت هتمشي طبعا لكن لو كنا عرفنا واتعلمنا من دروس الماضي مكنتش هابقى لوحدي...
على فكرة انا شخصيا كنت باقول لغاية يوم
29 ان عزل رئيس منتخب بغير طريق الأنتخابات هيؤدي لضرب التجربة في مقتل ونسف
الديمقراطية, لكن الجنون الجمعي وجهني لمدة اسبوع وخلاني اصدق لمدة اسبوع واحد فقط
لا غير ان ممكن الجنان يؤدي لنتائج عاقلة.
ردي على النوع التالت
الأخوان بس المسئولين.. الحقيقة ان النوع ده من الردود بيجعل الدنيا سهلة
اوي وطفولية وياريتها بالطفولة دي.. في شرير واحد, وفي مسئول واحد وأي حد تاني كان
مجرد رد فعل لمصدر تحريك الأحداث يؤسفني
اقولكم ان الكلام ده مش حقيقي.. طبعا الأخوان واحد من اهم المسئولين عن الأحداث لأنهم
فشلوا في انهم يعملوا جبهة ثورة وعزلوا نفسهم ودخلوا مصيدة الدولة ووقعوا في فخ التحالف مع السلفيين اللي طرحوا
افكار خنفشارية وديتهم في داهية وفضلوا يقولوا كلام خايب عن التمكين خلى الناس
تخاف وافتكروا انهم يقدروا يمشوا الدنيا لوحدهم ويفرضوا علينا ارداتهم لأن معاهم
اغلبية انتخابية بسيطة لا يعول عليها
كثيرا في مرحلة التأسيس لنظام جديد.. كل ده متفق فيه واكتر لكن طبعا في اطراف
كتيرة مسئولة انها شافت بعينها ان في اجهزة كان لها دور في تسييل العنف في الشارع
ضد المقارات والأشخاص وتحويل الصراع من صراع افكار لصراع دموي, كان في ناس شافت وعرفت
ان في ازمات مبالغ فيها واشاعات لا تمت للواقع بصلة بتتنشر بطريقة منهجية وعملوا
نفسهم مش واخدين بالهم, في ناس شافوا محاولات لتحويل صورة الديمقراطية الى انها
مجرد فوضى علشان يخوفوا الناس وبردو سكتوا, في ناس مشيوا وراء زعماء قعدوا وخططوا مع
اجهزة الدولة العميقة وبردوا غضوا الطرف, في ناس اتصرفوا برعونة شديدة ودفعوا في
اتجاه العنف ودي حاجات انا شاهد عليها في مجموعات كان بعضها بيتحرك بأوامر من
الأجهزة... احنا فشلنا اننا نكون جبهة تستغل الفشل الأخواني سياسيا وبدل ما نعمل
كده ونشتغل على الفشل ده في اننا نوسع تحالفات انتخابية تسقط الأخوان انتخابيا وافق
اغلبنا في 3 يوليو على اننا ندعم حكومة مدعومة بقوة السلاح وتحريك الشارع ضد
الشارع... الكلام طول مني فهكتفي بهذا القدر.. الكل يا اعزائي وقع في غلط وافضل
حاجة نعملها في الوقت ده اننا نقر بهذا الخطأ ونقول للي جاي بعدنا ما تكررش
الغلطات دي وابقي على الحد الأدنى من سلمية الصراع السياسي وبلاش تجره الى نقطة
الصدام العنيف علشان العنف دايما بيكسبوه العساكر بس.
تعليقات
إرسال تعليق