التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المقالات الأحدث

ترامب في الكنيست: خطة سلام تحت تهديد السلاح

  خطاب ترامب في الكنيست (الأهم سياسيا من كل هراءه   في شرم الشيخ) لا يفضي إلى أوسلو ولا إلى جائزة نوبل، بل إلى لاهاي على أبواب المحكمة الجنائية الدولية . لكن، بطبيعة الحال، لن يُحاسَب، لأنه الطرف الذي يمتلك السلاح في مواجهة الكوكب بأكمله . الخطاب جاء كوثيقة سياسية تحمل ست رسائل مركزية : اعترافٌ ضمني بالمشاركة في الإبادة عبر التسليح تحدّث ترامب بفخر عن الدعم الأميركي لإسرائيل وعن “الأسلحة الذكية” والقنابل الغبية والصواريخ القادرة على محو مربعات سكنية كاملة ما فوق الأرض وما تحتها، التي مكّنتها من “تحقيق النصر”، في إشارةٍ مباشرة إلى استمرار تدفق السلاح الأميركي أثناء الحرب على غزة . لم يقل إنه يسلّح للإبادة، لكنه قدّم الإبادة باعتبارها نتيجة مشروعة للدفاع عن النفس، مما يجعله شريكًا فعليًا في الجريمة، لا مجرد متفرّج أو متواطئ صامت . تمجيدٌ لقادة المذبحة وتبييض الجرائم أشاد ترامب علنًا بقادة الحرب الإسرائيلية، وخصّ بالذكر من وصفهم بـ“الأبطال الذين أنقذوا إسرائيل من الظلام”، في وقت ما زالت فيه التحقيقات الدولية تلاحقهم بتهم ارتكاب جرائم حرب . هذا الإطراء لم يك...

هل ننتظر الديمقراطية ام تنتظرنا الديمقراطية

حتى نخرج من جدل البيضة و الفرخة حول الديمقراطية. . هل يجب أن نكون ديمقراطيين فننتحب حكام ديمقراطيين أم يجب أن يكون الحكام ديمقراطيين لكي ننتج شعب ديمقراطي هناك عدة ملاحظات 
1- مصر لها تاريخ ديمقراطي كان يمكن البناء عليه لو توفرت الإرادة السياسية وتوقف الحكام عن بذل مجهود في تفكيكه من الجذور .. فلو بذل حكام مصر منذ إقرار الحكم الدستوري في مصر ربع مجهودهم الذي بذلوه لتفريغ الديمقراطية من ثوابتها لما وصلنا لما نحن فيه الآن. 
2- يبقى السؤال معلق هل يجب أن ننتظر لكي نكون ديمقراطيين تماما قبل تطبيق الديمقراطية؟الإجابة الديمقراطية مهارة مثل تعلم اللغات تنمو من الحركة لا من السكون. . يجب أن نبدأ في بناءها وسنرتكب في البداية أخطاء البدايات ولكن مع مرور الوقت سنكتسب خبرات ونتعلم من أخطأنا ونطور ادائنا. 
3- اتفاق الحد الأدنى سيضمن لنا الخروج من الإشكالية بتاعة أخطاء البداية وهو اتفاق أن نتفق جميعا كيف سنختلف فالديمقراطية ليست وسيلة للقضاء على الاختلاف ولكنها وسيلة لإدارة هذا الاختلاف بطريقة سلمية.. على أن يضمن اتفاق الحد الأدنى مجموعة شروط وهي أن من ينزل سوق التنافس السياسي يمتنع عن أن يمنح أفكاره صفة القداسة أو أن يقول ما أقوله هو قول الله سبحانه ومن يعارضه كافر ويمتنع أن يحتكر الوطن أن يقول إن ما أقوله مصلحة الوطن ومن يعارضه خائن ويمتنع عن تخويف الناس أن لم تنتخبوني فسوف تواجهوا الفوضى ويمتنع عن استغلال المؤسسات المسلحة في فرض رأيه سواء كان الجيش الوطني أو تنظيمات مسلحة أخرى ويضمن استمرارية العملية فلا ينسف الديمقراطية بمجرد الوصول للسلطة ويحترم حقوق الأقلية في الاختلاف العقائدي أو السياسي ويسمح لهم بالتعبير عن هذا الاختلاف في الرؤى ما دام التعبير التزم الأساليب السلمية ولم يحرض على كراهية أو عنف وان يلتزم الجميع بالقواعد القانونية المقررة سلفا. 
4- الديمقراطية حالة تراكمية وتعليمية تطور من أداء كل الأطراف بمرور الوقت فلا تتوقع انه بمجرد تطبيق الديمقراطية ستحل جميع مشاكلنا لكنها توفر المناخ لتنافس الأفكار والحلول ووضع إطار للتغيير للأفضل. رفع التوقعات أننا بمجرد تطبيق الديمقراطية سنحصل على مصباح علاء الدين هو تدمير للديمقراطية.

تعليقات

المشاركات الشائعة