المقالات الأحدث

ترامب في الكنيست: خطة سلام تحت تهديد السلاح

 

خطاب ترامب في الكنيست (الأهم سياسيا من كل هراءه  في شرم الشيخ) لا يفضي إلى أوسلو ولا إلى جائزة نوبل، بل إلى لاهاي على أبواب المحكمة الجنائية الدولية.

لكن، بطبيعة الحال، لن يُحاسَب، لأنه الطرف الذي يمتلك السلاح في مواجهة الكوكب بأكمله.

الخطاب جاء كوثيقة سياسية تحمل ست رسائل مركزية:

اعترافٌ ضمني بالمشاركة في الإبادة عبر التسليح

تحدّث ترامب بفخر عن الدعم الأميركي لإسرائيل وعن “الأسلحة الذكية” والقنابل الغبية والصواريخ القادرة على محو مربعات سكنية كاملة ما فوق الأرض وما تحتها، التي مكّنتها من “تحقيق النصر”، في إشارةٍ مباشرة إلى استمرار تدفق السلاح الأميركي أثناء الحرب على غزة.

لم يقل إنه يسلّح للإبادة، لكنه قدّم الإبادة باعتبارها نتيجة مشروعة للدفاع عن النفس، مما يجعله شريكًا فعليًا في الجريمة، لا مجرد متفرّج أو متواطئ صامت.

تمجيدٌ لقادة المذبحة وتبييض الجرائم

‫بطريقة غير عادية.. الكنيست الإسرائيلي يستقبل ترامب | سكاي نيوز عربية‬‎

أشاد ترامب علنًا بقادة الحرب الإسرائيلية، وخصّ بالذكر من وصفهم بـ“الأبطال الذين أنقذوا إسرائيل من الظلام”، في وقت ما زالت فيه التحقيقات الدولية تلاحقهم بتهم ارتكاب جرائم حرب.

هذا الإطراء لم يكن مجاملة بروتوكولية، بل منح سياسي للشرعية، وتشجيع ضمنيّ على استمرار النهج ذاته في المستقبل — شريطة أن يتم تحت مظلته وتنسيقه.

التبشير بسلامٍ إسرائيليٍّ يجعل إسرائيل “أكبر وأقوى

قال ترامب نصًا إن “إسرائيل ستكون أكبر وأقوى وأعظم من أي وقت مضى”.

لم يوضح إن كان يقصد الاتساع الجغرافي أم النفوذ السياسي والعسكري، تاركًا العبارة مفتوحة على كل الاحتمالات.

هذه الغموض المقصود يحوّل “السلام” إلى مظلة هيمنة جديدة، تُخفي مشروع توسّع لا مصالحة.

الاعتراف بنفوذ المال واللوبي الصهيوني


في فقرة داخلية من الخطاب، اعترف ترامب بفضل داعميه “من أصدقاء إسرائيل المخلصين في الولايات المتحدة”، وخصّ بالاسم المليارديرة ميريَام أدِلسون، التي كانت أحد أكبر ممولي حملاته الانتخابية.

هذا الإقرار العلني يربط بين القرار السياسي الأميركي والمال اليهودي المؤثر، ويكشف أن الخطاب لم يُصَغ في واشنطن وحدها، بل في غرف التمويل التي تملي مساره. هي قرارات وانحيازات مدفوعة الأجر عدا ونقدا.

سلامٌ مقابل كفّ الأذى، لا استعادة الحقوق

طرح ترامب “السلام” بوصفه هدنة مشروطة، لا تسوية عادلة.

دعا إلى وقف القتال دون أي حديث عن انسحاب أو اعتراف بالحقوق الفلسطينية.

وحتى عندما ذكر أعداد القتلى الفلسطينيين، قدّمها كإشارة إلى “نجاح الردع” وحجم “الانتقام المستحق”، لا كأرواحٍ أُزهقت في كارثة إنسانية.

كما تجاهل الخطاب كليًا أي ذكر لدولة فلسطينية أو لحق تقرير المصير، وحصر الأمر في إعادة تأهيل غزة. كتقديم للصراع على انه نزعات عنيفة تجتاح الفلسطينيين ضد إسرائيل دون رد الصراع لأصوله، احتلال ومقاومة . هو سلام ليس مقابل أرض أو حقوق لكنه مقابل كف الأذى والمذبحة.

غياب الرؤية الجذرية واستمرار التهديد بالحرب

‫صدمة العائدين إلى شمال غزة.. دمار شامل يغير الحياة | سكاي نيوز عربية‬‎

لا رؤية لحل جذري بل الاحتفال بسلام لصراع اسبابه ماتزال موجودة وترك اللغة غائمة غامضة تقبل اي تفسير. مع حتى عدم الوعد بالانسحاب الكامل من غزة. سلام تحت التهديد هو حرب مؤجلة. الحمد لله على إيقاف القتل والمذبحة لكن نحن أمام أكبر عملية خداع تحدث مع ترك الفتيل مشتعل لينفجر اي وقت.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة