التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المقالات الأحدث

ترامب في الكنيست: خطة سلام تحت تهديد السلاح

  خطاب ترامب في الكنيست (الأهم سياسيا من كل هراءه   في شرم الشيخ) لا يفضي إلى أوسلو ولا إلى جائزة نوبل، بل إلى لاهاي على أبواب المحكمة الجنائية الدولية . لكن، بطبيعة الحال، لن يُحاسَب، لأنه الطرف الذي يمتلك السلاح في مواجهة الكوكب بأكمله . الخطاب جاء كوثيقة سياسية تحمل ست رسائل مركزية : اعترافٌ ضمني بالمشاركة في الإبادة عبر التسليح تحدّث ترامب بفخر عن الدعم الأميركي لإسرائيل وعن “الأسلحة الذكية” والقنابل الغبية والصواريخ القادرة على محو مربعات سكنية كاملة ما فوق الأرض وما تحتها، التي مكّنتها من “تحقيق النصر”، في إشارةٍ مباشرة إلى استمرار تدفق السلاح الأميركي أثناء الحرب على غزة . لم يقل إنه يسلّح للإبادة، لكنه قدّم الإبادة باعتبارها نتيجة مشروعة للدفاع عن النفس، مما يجعله شريكًا فعليًا في الجريمة، لا مجرد متفرّج أو متواطئ صامت . تمجيدٌ لقادة المذبحة وتبييض الجرائم أشاد ترامب علنًا بقادة الحرب الإسرائيلية، وخصّ بالذكر من وصفهم بـ“الأبطال الذين أنقذوا إسرائيل من الظلام”، في وقت ما زالت فيه التحقيقات الدولية تلاحقهم بتهم ارتكاب جرائم حرب . هذا الإطراء لم يك...

الغزو الريفي للمدن

لما كنا بننتقد تريف المدن الكبيرة ظهرت علينا هجمة مرتدة ترفض وصف الثقافة دي بالتريف علشان ما نبقاش عنصريين ضد الريف يعني, وده خلانا نسكت شوية عن حالة الترييف القومية المعسكرة اللي ظهرت واحتلت المجال العام وازاحت ما دونها وعبر عنها بامتياز واحد زي مرتضى منصور.. في الريف الناس عارفة بعضها البعض وبتحكم اخلاقيا ودينيا على التصرفات الشخصية للأفراد كوسيلة ضبط اجتماعي وقمع لأي محاولة اختلاف في قرية بتفرض عليك انك تبقى شبه الناس اللي فيها, الثقافة الريفية هي ثقافة judgemental يعني الناس فيها مشغولة بالحكم على بعضهم البعض ووصم من يخالف الأستامبة المعتمدة ليعاقب بالنبذ اجتماعيا. الريف كمان في مصر لسة طبقي فيه تفاخر عائلي وتميز بين من يملك الثروة ومن ثم القوة وبين اللي ما بيملكش حاجة, ولندرة الموارد ولظهور الحكم العسكري في مصر بقى في مصدر تاني لتشكيل القوة والثروة في مصر وهو الإنتساب للجهاز البيروقراطي للدولة بشقيه العسكري الحاكم والمدني التابع فاصبح انتسابك للجهاز ده وسام شرف وميزة تفضيلية تمكنك من استخدامها في التفاخر الطبقي والتمايز عن الناس وعلشان يحصل الكلام ده لازم تتبنى مفردات الجهاز ده اللي اخترع مفرادات من عينة القومية والوطنية والخيانة وكل المفردات دي بتدور في فلسفة جامعة وهي فلسفة المؤامرة اللي بيتم استخدامها دايما في الحشد والتعبئة ضد اي اختلاف. الريف بقى مخزن البيروقراطية المصرية من ساعة تحكم طبقة الظباط وبداء ينقل افكاره للمدن ويسيطر عليها , فبقى كلام من نوعية التفاخر بالمركز والقرب من الدولة والسيادة والعبيد ووصم المختلف بأنه خاين والخوض في شرفه وعرضه امر طبيعي ناتج عن الأفكار دي. مرتضى مثلا في خناقته مع عمرو فهمي ما ذكرش افكار او اقوال او مواقف هو بيختلف معاه فيها زي ما بيعمل مثقفي المدن عادة لكن ذكر امه (رمز شرف العيلة في ثقافة الريف) وانها يهودية (رمز المؤامرة والخيانة في الثقافة العسكرية الريفية) ...في خناقة تانية مع احمد ميرغني مرتضى ذكره بأصول والده الفقيرة ( رمز التفاخر الطبقي لأعيان الريف) ولونه الأسمر ( رمز العنصرية الريفية المصرية اللي بتحب الأتراك العثمانيين علشان لونهم افتح من المصريين ولسة المصريين لغاية دلوقتي بيفتخروا بأصول تركية حقيقية او متخيلة لترسخ عقدة الرجل الأبيض) ... مرتضى حالة توضيحية جيدة توضح زحف الريف على المدينة. كفاية كده علشان طولت

تعليقات

المشاركات الشائعة