التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المقالات الأحدث

حزب الله... صمت بين خطأ التقدير واستنزاف القدرات

استمرار القصف الإسرائيلي للجنوب اللبناني بما فيها قصف اليوم العنيف على مناطق علي الطاهر ومرتفعات كفرتبنيت والنبطية الفوقا وجبل شقيف، رغم مرور أشهر على وقف إطلاق النار، يكشف عن واحدة من أكثر اللحظات التباسًا في مسار حزب الله منذ تأسيسه. الصمت الذي يلف الحزب ليس مجرّد خيار تكتيكي، بل لغز استراتيجي يدفع لتحليل أسبابه على مستويين: هل يراهن الحزب على أن "الكمون" سيقابل بكمون إسرائيلي؟ أم أن ما نراه هو نتيجة حقيقية لتصفية قدرات الردع، وتحول الحزب فعليًا إلى كيس ملاكمة في ساحة مفتوحة؟ أولًا: كمين التقدير الخاطئ السيناريو الأول يُفترض أن الحزب اختار التهدئة عن وعي، ظنًا منه أن امتصاص الضربات سيكبح شهية إسرائيل، وأنه كلما تراجع خطوة، هدأت النار المقابلة. لكن هذا الرهان على "عقلانية" الخصم يبدو حتى الآن خاسرًا. إسرائيل تقرأ الكمون كضعف، وتستثمر فيه بكل ما لديها من طيران واستطلاع وذخيرة دقيقة. من مارس إلى يونيو، نفذت أكثر من 900 ضربة، بعضها طال مواقع مفترضة لتخزين طائرات درون تحت الأرض، وأخرى استهدفت طرق الإمداد وصواريخ نوعية كان الحزب يحاول إخفاءها. ببساطة، إسرائيل لا تقرأ ا...

حتى لا تبقى الهزيمة قدر... في ذكرى يناير 2011-2019

تجاوبا مع فكرة هل لازم نحتفل بيناير بس ولا لازم نفكر في مآلات يناير بس. وهل يكفي الخطاب العاطفي وحده إللي بيشوف في يناير مقدس انساني  رومانسي يستحق الاحتفاء ولا الخطاب العقلاني وحده حول طبيعة يناير وتفاعلاتها هو المطلوب. أنا شايف اننا محتاجين آلأتنين ما ينفعش تبقى ناشفة كده تماما من أي ملمح عاطفي جامع. المجموعات الإنسانية حتى اكثرها عقلانية  محتاجة رموز وتواريخ وقصص فخر علشان تجمعها. يناير تاريخ جامع لناس كتير وبيشكل كتلة. طبعا لازم يتعمل نقد ذاتي موسع لماذا فشلت، لكن في ظني صعب تحرم الناس لحظات فخرهم.
لحظات الفخر دي بتشكل كتل لها تاريخ مشترك بيأثر على مستقبلها. لكن ده ما ينفيش إن يناير تراجعت وانهزمت لأسباب حقيقية ممكن ترصدها في كل الاطراف واحد منهم واهمهم أننا مكناش عارفين أبعاد وتشبيكات وطبيعة تركيب النظام المصري وكنا مركزين كل خناقاتنا مع ما يسمى بلجنة السياسات ومشروع التوريث بالدم من مبارك لجمال، يناير كشفت اننا كنا مغفلين بدرجة لأن الامور كانت أعمق من كده بكتير وظهر إن في جماعة محددة لها قناعات اتشكلت من رحم أفكار فاشية ظهرت بقوة في اربعينات القرن العشرين وحكمت بمشاريع متباينة بداية من القرن العشرين ورغم تباين مشاريعها إلا إن كان في خيط جامع وناظم ليها وهو الحفاظ على الدولة في حيازتهم كمصدر رئيسي لتوليد السلطة والثروة والمزايا الاجتماعية التي تضع اعضاء هذه الجماعة المقفولة فوق بقية المصريين. الجماعة دي كانت ببساطة الجيش المصري كتنظيم سياسي  له مشروع في السيطرة السياسية و الاقتصادية فوق الدولة مش كمؤسسة عسكرية محترفة تتبع الدولة. طبعا في أسباب تانية لهزيمة يناير (إللي هي بالمناسبة من حيث النتائج مش أعظم ثورات مصر ولا حاجة، لكن حدث مفصلي في ادراك المصريين لكونهم ذوات قادرة) الاسباب دي لازم نتكلم عنها ونفندها كخبرة تاريخية ممكن تفيدنا وتفيد الاخرين. أدعو نفسي وأدعوكم دايما للتفكير #لماذا_انتصروا_ولماذا_انهزمنا حتى لا تبقى الهزيمة قدر دائم.

تعليقات

المشاركات الشائعة