احنا عاملين زي المريض بمرض تكلس في العضلات لا يمكن الشفاء منه الا بالحركة .. اول ما هيتحرك المريض هيقع طبعا ولما هيقوم تاني هيقع تاني بس في تالت ورابع مرة هيمشي لأدام ببطىء في خامس مرة هيمشي عادي في سادس مرة هيجري ... هي الحكاية كده لن تنمو احزاب تقدم حلول الا من خلال منافسة سياسية ديمقراطية تخطىء اول مرة ثم تستفيد من اخطائها في المرات السابقة..
لن يحدث تغيير الا بالأيمان بالتنظيم كخطوة اولى بمعنى ان يتقابل الناس اصحاب الأفكار المتشابهة (وليس المتطابقة لأن مفيش تطابق في الدنيا) في تنظيمات تجمع جهوهدهم المشتتة, ثم بعد هذا على الجميع ان يتحمل تكلفة التنظيم وهي تكلفة ان تكون قادرا على تحمل الإختلافات فكثير من تنظيماتنا تنفجر من داخلها لعدم قدرة اعضائها على أدارة اختلافاتهم وصراعاتهم وتنويعاتهم بطريقة تحافظ على التنظيم وبقاؤه حيث ان في المجتمعات ذات الخبرات التنظيمية المحدودة يصعب على الأفراد تجاوز الخلافات او ادارتها لصالح بقاء التنظيم..
ثم بعد خلق هذه التنظيمات على اعضائها التفكير في حلول لمشاكل المجتمع على ان تكون حلول تتفاعل عمليا مع المجتمع غير محلقة في عالم النظرية من ناحية وغير معادية للثقافة المجتمعية من ناحية اخرى حتى لو كانت تهدف الى تطوير هذه الثقافة .. على ان يعرض كلا بضاعته في سوق كبير للأفكار وسوق السياسة هي الأنتخابات التي يفاضل فيها الناخب بين الأفكار والسياسات. والناخب ليس معصوم من الخطأ ففي النظم الديمقراطية هناك مساحة خطأ بشري فأحيانا يختار الناخب من هو غير قادر على الوفاء بوعوده او من وعد بأكبر من قدراته على التنفيذ او افكار لا يمكن تحقيقها على الأرض او تكلفتها عالية على المجتمع.. كما انه لا يوجد حلول صالحة لكل وقت وكل مكان فما يختاره الناخب اليوم ربما يعدل عنه غدا وبرنامج اثبت صلاحيته اليوم ربما تنتهي صلاحيته غدا..
وتتراكم التجارب لدى الناخب ولدى التنظيمات السياسية فالناخب يراجع اختياراته بشرط ان تظل قواعد اللعبة كما هي دون القضاء عليها كما نفعل في مصر فكل فترة بدلا من ان نعطي فرصة للناخب في ترشيد اختياره وتحسين ادائه تخرج علينا مؤسسات الدولة القوية (اللي هي اقوى من إرادة الناس) لتستغل مرحلة التجربة والخطأ تحت شعار شوفت لما سيبناكم تختاروا عملتوا ايه؟؟ اركنوا انتم على جنب احنا نختار بدلا منكم.. مما ينسف العملية الديمقراطية من اساسها ويصيبنا بمزيد من التكلس في العضلات السياسية والمجتمعية .. اتركوا العملية السياسية تنمو وتتطور لدى الناخب الذي سيصبح بمرور الوقت اكثر وعيا وأقل ميلا للأختيارات الحادية والمتطرفة.. ولدى التنظيمات السياسية التي ستصبح مع بقاء التجربة اكثر رغبة في تقديم حلول اكثر فاعلية واكثر ابداع واكثر قدرة على الأندماج وتقديم الأفكار .. فالتنظيمات الصغيرة لا تبقى كثيرا في ظل نظام انتخابي يجبر المتشابهين فكريا على الإندماج والحفاظ على التنظيم.
الديمقراطية والتنافس السياسي الصحي تنمو وتتطور من الحركة
لا من السكون التجربة والخطأ فقط هي ما تراكم في اتجاه اي تطور ديمقراطي..
دعه يخطأ دعه يستفيد من تجربة خطأه ثم دعه يصحح اخطائه.
تعليقات
إرسال تعليق