اصنع معارضتك واهزمهم

تكره النظم الإستبدادية المعارضة كراهية التحريم , ولكن ان كان لا محالة فهي تلجأ لتكتيك غرائبي ولكنه فعال جدا وهو ان تخلق معارضتها وتصنع خصومها .. 
اذا فشلت ان تهزم المعارضة في منطقها فأخلق معارضة تستطيع ان تهزمها وتفرغها من قضيتها مشهد من افلام الأبيض والأسود حينما يؤجر البطل الأشرار بنفسه لكي ينتصر عليهم امام حبيبته حتى ترى فيه شجاعة غير حقيقية او تظن فيه مرؤة خيالية .. 
هذا بالضبط ما فعله نظام بشار الأسد تحديدا في واحدة من اكثر المناورات نجاحا في صراع الثورة السورية فبعد ان فشل ان يهزم الثورة هرب الى الأمام و خلق معارضة تسوق النموذج الأسوأ ليرضى الناس بالسيء .. اولا دفع المعارضة للتسليح .. ثم تواطىء لخلق داعش وتواطىء مع داعش لشيطنة الثورة السورية وتفريغها من المضمون الديمقراطي والتعددي .. ثم تواطىء لتصوير اكثر النماذج وحشية ليرضى الناس بالمر افضل من اللي امر منه وليتم تمييع قضية الثورة لناس وحشة بتحارب ناس اوحش ويغرق الجميع في بحر من الصور والصور المضادة ويتساوى الكلاشينكوف بالطائرة الميج 29 ويتساوى إرهاب الدولة بإرهاب الثورة ... تراكم الخبرات عند المستبدين جعل هزيمتهم لها تكلفة عالية جدا