الحصر والعزل وتجفيف منابع السلفية

في ازمة التنوير او ازمة فصل الديني عن الزمني او الدنيوي اللي اصبحت اهم الأزمات المحركة لصراع التدمير الذاتي في العالم الإسلامي اظن في خطوة مهمة امتنع الجميع عن فعلها وهي عملية بتر العضو المسمم , في اي عملية جراحية لازم يتحدد الأول فين العضو الفاسد ده وبعدين ناخد خطوة لقدام اننا نبتره او نستأصله , لكن حالة التماهي دي وان الكل داخل في الكل دي هتأدي لتسميم الجسد كله..
من وجهة نظري لا يوجد مشكلة جوهرية في الإسلام لأنه كبقية الأفكار الكبرى في التاريخ (سواء الأديان او الفلسفات الكبرى) لديه تراث ضخم يختلف الناس على تأويله وتفسيره وعلى تضخيم اجزاء منه على حساب اجزاء .. ده امر طبيعي لأن حتى رؤيتنا للماضي بتعتمد الى حد بعيد على اللحظة اللي بنتكلم منها فطبيعي ان في لحظات الرخاء والتعايش يبقى الأجزاء اللي هتطلع من التراث هي اجزاء اللي بتحافظ على الوضع الراهن من رخاء وتعايش ومحبة واليهودي اللي كان ساكن جنب المسلم والنبي اللي كان بيوقف احتراما لجنازة اليهودي ووثيقة التعايش بتاعة المدينة والدرع اللي مات وهي عند اليهودي رهن (ده تراث عايز الناس تتعايش مع المختلفين), وفي لحظات التراجع او الصراع والفقر الحضاري وفقر الموارد بيبقى طبيعي التركيز على اجزاء التراث اللي بتحض على مزيد من الصراع كحادثة بني قريظة او استحلال دم الخصوم او تشيء الإعداء ونزع الصفة الإنسانية عنهم (ده تراث يظهر في حالات الصراع)... ده امر مهم اننا نفهمه في سياقنا احنا قبل ما نتكلم عن السياق التاريخي...
ارجع لأصل الكلام بقى وهي فكرة اننا مطلوب مننا في اللحظة الهباب دي اننا نفصل بين الإسلام وبين مدراس الإسلام في تفسير التراث بمعنى اننا ما ينفعش نقول ان التراث كله مشكلة لكننا لازم نقول ان فهم السلفية للتراث مشكلة بما تمثله من مشاكل فرعية مثل المدارس الظاهرية في التأويل , الوهابية والسلفية الجهادية وباقي اشكال السلفية ..
افضل اننا نعمل عمليتين نحصر ونعزل بمعنى اننا نقول ان المشكلة موجودة حصرا في السلفية بتفريعاتها ثم بعد كده نعزل السلفية ونعرضها لأكبر عنملية نقد تفنيدي ممكنة ثم نحاربها بكل الأشكال الممكنة..