اعتبر توكفيل أن الدين هو ما يحمي مجتمعا ما من التفكك عبر تقديمه عقائد جاهزة من مصدر واحد للجميع، فهذا الأساس الديني المشترك هو ما ينمي لدى كل فرد روحا عامة، ويخلق المسؤولية الاجتماعية، وبناء على هذا، جعل توكوفيل الدين أساس للديموقراطية الأمريكية.... (من مقال الدين تجربة فردية ام رابطة اجتماعية
هذه قراءة علمانية اراها ضرورية ومقدمة لأي افكار يطرحها فصيل من الحداثيين الداعي لتفكيك الروابط الدينية تماما كمدخل لعلاج الظواهر العنيفة في المجتمع , الحقيقة ما تدعو اليه ببساطة يعني تفكيك الرابطة الإجتماعية الأهم التي تجمع المصريين او غيرهم من المسلمين وربما يكون مقدمة لتفكيك المجتمع نفسه وضرب اسس تعايشه المشترك... نريد ان نضع حدود فاصلة بين عدم استخدام الدين للحشد السياسي او كبرنامج سياسي لحزب او جماعة وتنقية الدين من الخطاب المتطرف الذي يهيمن عليه من ناحية , وبين محاولة الهجوم على الدين نفسه من ناحية تانية .. إعادة تفسير الإسلام في صورة اكثر تسامح وتعايش وليس الهجوم على الإسلام ذاته هو المطلوب.
يا عزيزي ويا عزيزتي الحداثيون والحداثيات تلاتة بالله العظيم أوروبا وأمريكا مليانة متطرفين مستعدين للعن سلسلفيل المسلمين والثقافة الإسلامية وازاي انها ثقافة تحمل بذور العنف في ذاتها ومش محتاجين متطوعين يأكدوا الفكرة دي عندهم زي ما حضرتك بتحاول تعرض خدماتك. الحاجة المفيدة فعلا هو العمل على تنقية الثقافة الإسلامية من داخلها من بذور العنف والعمل مع أصدقائك الأوربيين والغربين على التوقف على تبني وجهة نظر إسرائيل ونظام عبد الفتاح السيسي بتنميط كل الإسلاميين ووضعهم جميعا في مربع واحد بداية من النهضة في تونس نهاية بداعش في الرقة والموصل وأن يضغطوا على حكوماتهم لتجفيف منابع المظلومية التي يستغلها التكفيرين في الحشد والتأييد.
نحن في صراع على تفسير الإسلام بينا وبين التكفيرين والجمهور المستهدف في الصراع ده طرفين
اولا جمهور المؤمنين (اقصد المؤمنين بالدين) لأنهم هما المستهدفين من التكفيرين للتجنيد والحشد وما ينفعش نقول للجمهور ده زي ما الأصدقاء النقديين والحداثيين ماشيين بالربابة يقولوا :- ان هو ده الإسلام يا جماعة والدين بيحرض على العنف وان الدواعش دول بيمثلوا الإسلام , لأن في اللحظة دي هيسيبك وهيروح للدواعش لأنه يبحث عمن معه الدين لا من ينفره من الدين ويقوله الدين وحش علشان كان كده ضروري التأكيد على نظرية ومقولة وفكرة وثقافة وخطاب " الإسلام بريء من كده" ده من ناحية ...
ثانيا الطرف الثاني المستهدف لإقناعه بالتفسير المتسامح للإسلام غير المسلمين اللي بيشكلوا مواقفهم ضد او مع المسلمين في اوروبا وغيرها وفقا للصورة اللي بنعكسها عن الإسلام. لما الجمهور ده يعرف ان اغلب المسلمين متعاطفين مع فرنسا ضد العمل الإرهابي يبقى نجحنا في توصيل الرسالة ان المسلمين ليسوا بالضرورة متعاطفين مع العنف بل على العكس اغلبهم ضد ذلك.
السؤال الأهم هل نريد تفكيك الدين تماما, ام نريد تحريره من حالة إختطافه تحت تهديد سلاح داعش وأموال الوهابية؟؟؟
من وجهة نظر تانية , اللاجئين والمهاجرين والمقيمين اللي بيهربوا بحياتهم دول انت محتاج ان تساندهم وتهدأ خوف وغضب وترقب الأوربين اللي شايفين ان ثقافتهم في خطر وامنهم نفسه في خطر, يعني مش معقول لا عارف تساعدهم بأنك توفر لهم مكان امن في الشرق الأوسط كله ولا منك بتساعدهم يلاقوا المكان ده بعيد عن الشرق الأوسط
بلاش تكون انسان ومقطع الدنيا انسانية يا عم .. طيب فكر ببرجماتية , طيب فكر بعقلانية طيب فكر وخلاص...
تعليقات
إرسال تعليق