كيف تعوض قطاعات الخدمات ما افسدته المكينة. كورة القدم كمثال.

بعد عجز الصناعات كثيفة العمالة على المنافسة كان في ضرورة ان يتم استخدام المكينة بكثافة ويقل العمال بشكل كبير جدا , الشغل اللي كان بيعمله 100 عامل بقى يعمله 1. كان في توقع ان بعد الحكاية دي البطالة هتزيد, ما حصلش الكلام ده رغم زيادة السكان بل على العكس قلت معدلات البطالة عن القرن ال19 وبدايات القرن العشرين بعد ما خلق قطاع الخدمات فرص عمل ضخمة بمرتبات اكبر ومزايا افضل واتحسنت بيئة العمل الى حد كبير (طبعا الأمور مش وردية اوي لكن بالمقارنة بالقرن ال 19 وبدايات ال 20 ففعلا بيئة العمل وظروفه ومميزاته بقيت افضل بكتير).. 

القصد قطاع الخدمات ده توسع كمان ودخل على الصناعات الترفيهية زي صناعة كورة القدم واصبحت كورة القدم صناعة بتوفر فرص عمل من اول فرصة عمل لأرجنتيني فاشل تعليميا زي ليونيل ميسي لحد فرصة عمل للمصري رمضان القهوجي اللي بيشتغل في قهوة انتشعت وزاد زبونها بعد ما بقيت بتذيع كاس العالم بعد ما اصبحت الماتشات مشفرة ولازم تدفع لها فلوس. انا فاهم طبعا الكلام اليساري الجميل عن حق الشعوب في انها تتفرج مجانا لأن كورة القدم متعتهم الجميلة الأخيرة الظريفة اللطيفة, بس يؤسفني اقولك ان لو حصل كده في مشاكل اكبر هتحصل وهتقل فرص العمل دي وحتى بمفهوم فقه الأولويات فخلق فرصة عمل اهم طبعا من انك تتفرج في القناة التانية على ماتشات كاس العالم. انا ضد الإحتكار طبعا وكان نفسي يبقى في اكتر من قناة ناقلة الناس تختار ما بينهم وتتقدم عروض للمشاهدات الجماعية زي اللي على القهاوي او في الميادين العامة لكن في نفس الوقت باحاول اخد خطوة ابعد شوية من الرومانسية اليسارية اللطيفة بتاعة كل الحاجات ببلاش اللي هتدمر اقتصاديات كتير وهتقلل فرص عمل كتير كانت ممكنة تبقى موجودة.