في حالة استسهال لتحليل اسباب اللي بيحصل في فرنسا وبقية اوروبا واللي مرشح للتزايد ان السبب الرأسمالية المتوحشة والليبرالية المتفحلة والكلام اليساري السهل الجميل ده اللي يحسسك ان حلول كل المشاكل سهل وبسيط واي حاجة تتحل بكام شعار على كام هتاف. بعد الحرب التانية كان في محاولة لبناء نظام اقتصادي في اوروبا الغربية يمنع تمدد الشيوعية و ويحافظ على استقرار اوروبا ويمنع تكرار غلطة ما بعد الحرب العالمية الأولى اللي افقرت المانيا لدرجة خليتها تشعل الغضب في اوربا كلها..
كان الحل اللطيف هو درجة من درجات الأشتراكية الديمقراطية توفر فيها الدولة حد ادنى من المعيشة الكريمة من خلال حزمة امان اجتماعي للمواطنين مع السماح بنمو السوق في نفس الوقت بدرجة تسمح بخلق عمل ووظائف تمول الضرايب اللي بتدفع علشان توفير الأمان الأجتماعي ده اللي كان في شكل حد ادنى للأجور واعانات بطالة وتأمين صحي وتأمين ضد العجز والشيخوخة والمرض وخدمات رخيصة بتقدمها الدولة علشان تضمن حد ادنى للمعيشة الكويسة. النظام ده كله اتسمى دولة الرفاه.. كان نظام جميل اوي وعمل توازن بين السوق والدولة والديمقراطية وفعلا منع تمدد الشيوعية في اوروبا. لكن بدأت تظهر بوادر الأزمة في انجلترا امة البقالين على حد تعبير مارجريت تاتشر (يعني امة بتعمل فلوسها من التجارة) الأزمة ببساطة ان السوق مش قادر يوفر فرص عمل والضرايب اللي بتتجمع مش قادرة توفر الخدمات اللازمة بعد عجز السوق عن التطوير. كان الحل في الدوا المر اللي عملته مارجريت تاتشر وهو تقليل الخدمات والضرايب مع بعض علشان نخلق فرص عمل وندي مساحة للشركات وارباب الأعمال انهم ينافسوا اليابان واسيا (كان لسة الصين ما بقيتش زي الصين الحالية), الدوا المر نجح نسبيا لكن كانت تكلفته عالية وناس كتير اتحرموا من الخدمات اللي بتقدمها الدولة وبقى في مشاكل اجتماعية ك Side effect للدوا المر. الموضوع بقى اكثر سواء مؤخرا لأن العولمة ارتدت في صدور من انشأها وهو الغرب, وخاصة بعد وجود الصين اللي هي منافس غير شريف وغير نزيه, بينتج منجات كتير جدا بأسعار مخفضة جدا لأن العمل فيها بيتم بأجور مخفضة جدا جدا وظروف سيئة جدا جدا واحيانا بيبقى بالسخرة كمان زي المنتجات اللي بيعملوها في معسكرات الأعتقال بتاعة المسلمين الأيجور ودي حاجة موجودة بدرجات متفاوتة في بلد قيمة الفرد فيها منخفضة ادام قيمة الدولة.. طبعا ده خلى الشركات تسيب اوربا وتروح بلاد العالم التالت اللي العمالة فيها رخيصة والعمال فيها مالهمش حقوق اوي وتقل مستويات التوظيف الصناعي في اوربا اللي حل مكانه التوظيف في قطاع الخدمات. فضلت المشكلة الأكبر في ان مفهوم دولة الرفاه مسيطر على وعي الناخب الأوربي لكن للأسف مفيش ضرايب كفاية علشان الدولة تمول الخدمات المتوقعة.. الحكومات اتحطوا امام اختيارين احلاهما مر..اما نقلل الضرايب على الشركات فتقل الحصيلة ونقلل الخدمات فالناس تزعل, واما نزود الضرايب على الناس فالشركات تهرب وتقل فرص العمل ويفضل فقط عبء الضريبة على الطبقة المتوسطة والفقرا... دي مشكلة فرنسا واوروبا الأساسية , ضرايب كتير بيتحملها الطبقة الوسطى وانخفاض القدرة التنافسية على جذب الأستثمار بعد الأغراق الصيني والأسيوي ووعي متزايد بأخطار التغير المناخي لا يقابله نفس الوعي في الصين اللي معندهاش مانع انها تلوث الكوكب امتر واكتر علشان تحافظ على حالة الأغراق المبني على العمالة الرخيصة معدومة الحقوق تقريبا في الدولة الشيوعية العقيدة الرأسمالية الانتاج (اللي هي خلطة الجحيم).. المشكلة في الإقتصاديات الأوربية مشكلة هيكيلة بتزيد مع الوقت والشعبويين وروسيا بيزودوا الغضب والضغط علشان تفكيك الأتحاد اللي بتعتبره روسيا خصم استراتيجي واللي زود الطينة بلة ان ادارة ترامب غيرت نظرتها له من حليف وجوده جزء من امن امريكا الى منافس الأفضل لأمريكا تفكيكه... الحكاية معقدة والديمقراطية بقيت في خطر شديد... يتبع
تعليقات
إرسال تعليق