هو بعيد عن عقلية الالتراس والله عليك يا مولانا وكده، فأنا حابب حاجة في رد احمد الطيب ورافض حاجة. حابب فكرة ان مسؤول ما جزء من دولة عبد الفتاح السيسي له رأي مستقل ومحافظ على مسافة تجعله موضع احترام. ورافض الرد نفسه..الراجل فعلا قال كلام شعبوي تماما كل كلمة فيهم يترد عليها من اي حد متابع للموضوع. لا يا مولانا التراث مش مقدس علشان تقولنا مالكمش دعوة بيه، وبعدين انت في اول كلمتك قلت ان مقولات تجديد التراث طالعة من التراث نفسه ومش جديدة طيب يبقى عظيم سيب الناس تعمل بالنصيحة الجميلة دي، لكن رجعت في آخر كلمتك قلت ارفعوا ايدكم عن التراث، انت مين في دول يا مولانا؟ وبعدين كوننا كنا عايشين لغاية الحملة الفرنسية بقوانين الشريعة (مقولة تحتاج تدقيق بالمناسبة) دي ليست حجة لصالح التراث، فكل الناس كانت عايشة، في أفريقيا كانوا عايشين، وفي الهند كانوا عايشين وفي الصين كانوا عايشين وفي أوروبا كانوا عايشين، المهم كانوا عايشين ازاي، وراكموا قوة ومعرفة وقدرة ورخاء قد ايه. مش تقولي كانوا عايشين. وبعدين احنا مش كنا تجاوزنا مرحلة ان كل لما نطرح فكرة يطلع حد يقولنا وراء الاكمة دي والحق المؤامرة. يا مولانا ده تدافع افكار بيحصل من 200 سنة. الرد متهافت بالمناسبة والعرض منحاز لان اغلبه مركز على كلمة الشيخ كما انه متاثر بالموقف السياسي والمكانة وعقلية جمهور الكورة لا عقلية المناقشات والحجج.
هل الخشت هو من سيجدد التراث أو الخطاب الديني؟ طبعا لا الخشت ولا غير الخشت هيجدد، التجديد عملية معقدة وطويلة وتاريخية اي تمر عبر فترة من الزمن وليس بقرار سياسي. اللي بنرد عليه هي الفكرة بتاعة ارفعوا أيديكم عن التراث اللي بيرددها الازاهرة جميعا كغطا لفكرة احنا بس اللي نتكلم واحنا بس اللي لينا السلطة على عقول وقلوب الناس من مدخلها الديني. شيخ الأزهر يدافع عن السلطة دي مش بيدعوا لثورة ولا حاجة، هو بس راجل ذكي وهو بيعمل كده بيحط خطابات شعبية اي لها قبول شعبي واسع، زي احنا ما بننتجش حاجة، وهو لازم يسال نفسه بالمناسبة ايه الدور اللي لعبه الأزهر على مر الف سنة في مطاردة التفكير النقدي الضروري لأحداث ثورة فلسفية ثم علمية تخلينا ننتج حاجة. شيخ الأزهر بيدافع عن مكاسب بتخلي مؤسسته لها سطوة أخلاقية ودينية، وهو مش داعي الديمقراطية ولا حاجة الراجل عضو سابق في لجنة السياسات بتاعة جمال. كل ده أمر مالوش علاقة بأن الخشت ده شخص بغيض فعلا، لكن دول امرين مالهمش علاقة ببعض، عادي والله ممكن اي حد يقول اي حاجة لاي حد وبردو نحتفظ بقدرتنا على التفنيد والنقد للكلام.
ليه عايزين تناقشوا التراث وتنقدوه؟ ده سؤال من المناقشات واللي بيرجعنا دايما لنقطة البدايات.
الحكم المقدس مش شرط يلبس عمة. الحكم المقدس اللي بيحكم بالفتاوى لا بالجدل بين الأفكار.. جزء من التراث بيطلع أفكار بتقول اننا لازم نحكم بمفاهيم حاكمية الهية، ويبقى التشريع، اللي هو متغير وعرضة للمناقشة و حق للناس في اعادة تغييره، محصور على تفسير رجال الدين الثابت للنص. ده تيار كبير وعامل أزمة ضخمة في المجتمعات الإسلامية، التيار ده أحد أهم أسباب الاستبداد السياسي سواء كان في الحكم لانه بيحكم بقوانين غير قابلة للمعارضة، أو في المعارضة لانه بيبقى حجة المستبد في استبداده. التيار ده لازم نوجهه فكريا في الأفكار اللي بيطرحه والا هنفضل في نفس الدايرة إلى ابد الآبدين.
تعليقات
إرسال تعليق