بحث هذه المدونة الإلكترونية
مكان لفهم أعمق للعالم، من منظور عربي عالمي. مدونة تسلط الضوء على تعقيدات العالم العربي في سياق عالمي.
المقالات الأحدث
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تأثير الثقافة السياسية على نظم الحكم: تحليل شامل
الثقافة السياسية وتأثيرها على نظم الحكم
دعونا نتفق أن ما يخلق أي نظام حكم في أي بلد هو الثقافة السياسية السائدة، أي تصور الناس عن الصواب والخطأ، وعن توزيع القوة وكيفية ممارستها، وكيف يتم توزيع الموارد في المجتمع. العوامل الداخلية هي ما تحسم تطورات المجتمع. هل هناك دور للعوامل الخارجية؟ نعم، هناك دور لكنه ثانوي يأتي بعد العوامل الداخلية أو باستغلالها.
العوامل الداخلية والخارجية
لنأخذ فرضية خيالية: إذا قررت الولايات المتحدة لأي سبب إعادة الملكية لأفغانستان، أو إعادة الحزب النازي لحكم ألمانيا، أو إعادة نظام الفصل العنصري لحكم جنوب أفريقيا، هل ستنجح؟ لا، لن تنجح، لأن الثقافة السياسية في تلك البلاد أقوى من تأثير رغبات أمريكا.
لهذا، لا يصح أن نرد الفشل لعوامل خارجية فقط، لأننا بذلك نكون أشبه بمن يرى أن سبب تعطل السيارة هو عدم رصف الطريق. نعم، ربما الطريق غير مرصوف، لكن هذا لا علاقة له بدوران السيارة. خذ العراق كنموذج. العراق دولة شبه فاشلة لأن البيئة المحيطة لا تستوعب فكرة الديمقراطية وتختزلها في الأصوات الانتخابية ونظام المحاصصة لزعماء الطوائف والمستفيدين من النظام والموالين لإيران والولي الفقيه في قُم. في تصور متضفر في الثقافة السياسية أن المنصب السياسي موجود لفرض السيطرة وجمع المغانم وتفضيل الطائفة. الديمقراطية ستتعثر عندهم ولن تنجح إلا بعد تجارب طويلة وصراعات عنيفة يصل فيها الأطراف بعد فترة طويلة من الزمن لتغيير الثقافة السياسية لثقافة أفضل تركز على المشاركة والتنازلات والقبول لكي يكسب الجميع، وليس طرف واحد فقط.
الأمثلة في الدول العربية
هات لنا الأمثلة هذه وضعها على كل الدول العربية. لا إسرائيل ولا غيرها هي التي خلقت الوضع هذا. الوضع هذا خلقته اختيارات متشابكة في التجربة التاريخية للثقافة السياسية العربية التي كانت موجودة قبل ظهور الاستعمار الأوروبي وقبل إسرائيل. ثقافة المملوكية السياسية التي تخلق الحكم العسكري، والطائفية السياسية التي تخلق نظم المحاصصة، وشرعية الحكم الديني التي تخلق الحكم بشرعية مقدسة تمنع التطوير، كلها ثقافة إنتاج محلي. وهذه حقيقة يجب أن ندركها لكي نفكر بشكل صحيح ونشخص مرضنا بشكل صحيح.
دور المثقفين والسياسيين
عندما يأتي مثقف أو الباحث في العلوم الإنسانية ويتجاهل كل هذا الكلام ويقول إن إسرائيل هي التي فعلت ذلك ويتجاهل العوامل التاريخية والثقافية التي سبقت ظهور إسرائيل والاستعمار، سأقول له إنه خان ضميره المهني واتبع هوى أيديولوجي لكي يرضي الناس ويبيع لهم المخدر الفكري الذي يحبونه. الناس تحب دائمًا سماع هذا الكلام لأنه يريحها من المسؤولية ويلقي بالمسؤولية على قوى أخرى لتبرير فشلنا. هذا المثقف يشبه المعارض الذي ينتقد السلطة فقط لكنه يجبن عن انتقاد الثقافة السياسية المنتشرة في البلد ويقول كلامًا عن الناس الطيبة الغلابة الذين ليس بأيديهم شيء، في حين أن جزءًا كبيرًا من الأزمة نابع من تصورات هؤلاء الناس الطيبة الغلابة. كفاية مخدرات.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
المشاركات الشائعة
إجابات معقدة عن اسئلة النصر والهزيمة في حرب حماس واسرائيل
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
أحمد الشرع: "الجولاني" الذي أعاد تشكيل الجهادية السلفية
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق