كسر الأصنام اليسارية 1 -التعليم الجامعي المجاني -

 لا يمكن أبدا أن يكون هناك تعليم جامعي يحمل الصفتين: المجانية و الجودة حيث ان المجانية تزيد من العدد وتقلل من التجويد ومن فرص التفاعل النقدي بين الطالب وعناصر العملية التعليمية وعلى رأسها المدرس , وهنا أمامنا اختيار من أتنين ، أما أن نقبل بأن نخدع الناس ونقدم لهم تعليم مجاني لكنه غير تنافسي في سوق العمل المحلي وبالتبعية غير قادر على المنافسة في السوق العالمي  وهذا حل سياسي تلفيقي بأمتياز  يجعل الأحزاب تكسب الانتخابات بسهولة  نسبية  نظرا لطبيعة الناخب المصري الذي يقدر منذ الحقبة الناصرية الخدمات المنتهية الصالحية التي تقدمها الدولة والتي تساهم في تسكينه وتطمينه حتى ولو كانت الخدمة نفسها مدمرة له على المدى الطويل والمتوسط ( وهو ما يحدث في حالة التعليم الجامعي المجاني الذي يخرج الاف من الطلاب الغير قادرين على التحليل والتفكير النقدي البسيط وهذا الحل يجعل الأحزاب تكسب طبعا لكن يجعل مصر تخسر سباق التنافسية، 
أما الحل الثاني هو أن نطور من نظرتنا للتعليم الأساسي والفني والجامعي ونكون مستعدين لدفع ثمن التقدم.  التعليم الجامعي المجاني في نهاية يتحول الى شيء مسخ فلا هو جامعي ولا هو تعليم والانكى والأمر أنه ليس مجاني كما نرى الآن.