التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المقالات الأحدث

حزب الله... صمت بين خطأ التقدير واستنزاف القدرات

استمرار القصف الإسرائيلي للجنوب اللبناني بما فيها قصف اليوم العنيف على مناطق علي الطاهر ومرتفعات كفرتبنيت والنبطية الفوقا وجبل شقيف، رغم مرور أشهر على وقف إطلاق النار، يكشف عن واحدة من أكثر اللحظات التباسًا في مسار حزب الله منذ تأسيسه. الصمت الذي يلف الحزب ليس مجرّد خيار تكتيكي، بل لغز استراتيجي يدفع لتحليل أسبابه على مستويين: هل يراهن الحزب على أن "الكمون" سيقابل بكمون إسرائيلي؟ أم أن ما نراه هو نتيجة حقيقية لتصفية قدرات الردع، وتحول الحزب فعليًا إلى كيس ملاكمة في ساحة مفتوحة؟ أولًا: كمين التقدير الخاطئ السيناريو الأول يُفترض أن الحزب اختار التهدئة عن وعي، ظنًا منه أن امتصاص الضربات سيكبح شهية إسرائيل، وأنه كلما تراجع خطوة، هدأت النار المقابلة. لكن هذا الرهان على "عقلانية" الخصم يبدو حتى الآن خاسرًا. إسرائيل تقرأ الكمون كضعف، وتستثمر فيه بكل ما لديها من طيران واستطلاع وذخيرة دقيقة. من مارس إلى يونيو، نفذت أكثر من 900 ضربة، بعضها طال مواقع مفترضة لتخزين طائرات درون تحت الأرض، وأخرى استهدفت طرق الإمداد وصواريخ نوعية كان الحزب يحاول إخفاءها. ببساطة، إسرائيل لا تقرأ ا...

قيم صناعة الأستبداد _ تدوينة قديمة لي كتبتها يوليو 2005

هل هى مصادفة تاريخية ان يكون الاستبداد هو الاصل والحرية هى الاستثناء فى تاريخنا او فى منطقتنا العربية ؟ وهل ساهمت القيم الثقافية فى المنطقة العربية فى تدشين فكرة الاستبداد كسلوك مجتمعى وتوجه سياسي ؟
وهل مستقبل الديمقراطية فى مصر مرهون بتغيرات على المستوى القيمى والثقافى داخل المجتمع المصرى ؟
هذه هى الاسئلة الاولية التى اود اطرحها كأسئلة للبحث يشارك فيها الجميع وربما كانت الاجابة على هذه الاسئلة هو هدفى من كتابة هذه الورقة
من الملاحظ ان هناك عدد من القيم فى مجتمعتنا العربية عامة ومجتمعنا المصري خاصة ربما تشارك بدور كبير فى دعم الاستبداد السياسي وربما يمكن لى ان الخص هذه القيم فى عدد من القيم الاساسية وهى كالاتى
1-ضعف قيمة النقد الذاتى
يظهر النقد كأحد اهم وسائل التطوير المجتمعى واحد اهم ادوات دعم الابداع بما يطرحه من منهج مراجعة مستمرة .
فربما تميل الشخصية العربية الى رفض مكاشفة العيوب او تسليط الاضواء على الامراض الاجتماعية وربما يرجع ذلك الى عدم القدرة على الفصل بين ما هو خاص وما هو عام فنقد السلوك الاجتماعى ينظر اليه دائما على انه تجريح شخصى ونقد اداء الحاكم ينظر اليه على انه خيانة وطنية ونقد وتحليل التاريخ ينظر اليه على انه محاولة للتطاول على ثوابت الامة ومراجعة الافكار القديمة ينظر اليه دائما على انه تمرد على التقاليد الراسخة
فيتحول النقد الى قيمة مستهجنة حتى لو تم التصريح بغير ذلك فأنت محاصر فى الاسرة بقوانين ترفض مناقشة كبير الاسرة، وفى المدرسة بين قوانين تقمع فكرة المؤسسة التعليمية ونقد ارائها، فهذه الاراء فقط هى طريقك لبلوغ الهدف فى امتحانات وزارة التحفيظ ووزارة التحفيظ العالى الملقبين بأسماء حركية غير صحيحة وهى لقب وزارة التعليم ووزارة التعليم العالى
وفى المجتمع انت محاصر بقوانين تحرم انه تنتقد افكار المجتمع الشائعة فلا ينبغى ان ترى الا ما يراه ما يسمى بالعقل الجموعى واذا حاولت ان تختلف فالاستهجان والرفض والنبذ الاجتماعى فى انتظارك لا محالة .اما على المستوى السياسي فيكاد يكون النقد الصريح لاداء الحاكم هو اقصر الطرق لسكة( اللى يروح ما يرجعش) وهنا لا يعكس الحاكم صورة مختلفة عن المجتمع فهو نتاج لمجتمع يرفض النقد او فى احسن الاحوال يضع له خطوط حمراء محاطة بمحرمات عديدة لذا فلا يمكن وصف الحاكم هنا الا انه نتاج لثقافة مجتمعه ،حيث يرى انه يرى الصواب دائما ومن يخالفه فهو عدو للوطن خائن للمجتمع واظن ان هذا تبرير اخلاقى كافى لما يلاقيه المعارضين من تعذيب من اجهزة القمع الرسمى المتمثلة فى اجهزة الامن وهذا قد يفسر لماذا ينظر ضباط الداخلية للمختلفين على انهم اما خونة (ولاد كلب) او معارضين (ولاد كلب بردوا) لذا فهم يستحقون ما يلاقوه من تعذيب
2-الاحادية والاحتكار
اقصد بالاحادية هنا احادية تفسير الحقيقة والاحتكار احتكار هذه الحقيقة لطرف دون سواه ،فكل طرف ينظر الى الحقيقة من منظور واحد وربما يصح هذا المنظور الواحد احيانا فى العلوم التجريبية بحيث ان 1+1=2 دائما فى علوم الرياضيات غير ان هذا لا يصلح على ما اعتقد فى شئون الاءنسانيات فاللحقيقة فى هذا المجال اكثر من وجه واكثر من منظور وهذا ما يؤدى الى تعدد التيارات السياسية الذى يؤدى بدوره الى تعدد الحلول لقضايا الوطن كلا يقدم حله فى مرحلة ما بطريقة ما ما ويقدم رؤيته للحقيقة التى تتفق او تختلف مع الاخرين
ان رفض التعدد يؤدى فى النهاية لاحادية التفكير واحادية الحقيقة واحادية الحل فتتراجع البدائل وتظهر النمطية وتنهار قيمة الابداع فالابداع قائم اساسا على الاختلاف ومدى تسامح المجتمع مع الاختلاف.
واظن ان هذا قد ادى الى خلق نوع من انواع المجتمعات المقولبةالتى لها قالب فكرى واحد ومن يخالف هذا القالب ينبذ من المجتمع فالناس فى هذه المجتمعات يفكرون بطريقة واحدة ويفسرون بطريقة واحدة ويحبون بطريقة واحدة ويكرهون بطريقة واحدة وربما يفسر ذلك فكرة الزعيم الواحد والطريق الواحد والحزب الواحد التى تظهر كأمراض سياسية والتى اظنها تظهر كأنعكاس طبيعى لحالة الاحادية الاجتماعية وحالة احتكار الرؤية الصحيحة.
وهذا ما يفسر ايضا حالات القمع الفكرى التى تكرس لصورة ان هناك فكرة صحيحة وفكرة خاطئة مما ينعدم معه فرصة تعدد الافكار وتعدد الرؤى الذى يؤدى لتنوع البدائل وزيادة فرصة فى الاختيار بين اكثر من فكرة.
3-التزايد المرضى(بفتح التاء) فى اضفاء صيغة القداسة
وهذا ما يظهر واضحا فى تقديسنا للتاريخ ذلك التقديس الذى يدفع البعض لرفض فكرة تحليل التاريخ كمخزن للتجربة الانسانية وليس كصيغة مقدسة ،فهناك من يرى ان التاريخ الفرعونى تاريخ العظمة والفخار ولا يجوز نقده وتحليله وهناك من يرى ان تاريخ الكنيسة القبطيية تاريخ مقدس لا يمكن مراجعته وهناك من يرى ان التاريخ الاسلامى فوق النقد ولا يجوز تعريضه للتحليل التاريخى وهناك من يرى ان الزعامات رموز لا يمكن التعرض لها وهناك من يرى يرى فى التقاليد الراسخة فكرة مقدسة هى الاخرى لا يمكن مراجعتها.
واظن ان كل ما تقدم قد اوقعنا فى مشكلة الركود الحضارى الذى نعانيه ، فالاسراف فى اضفاء صفات القداسة على الاشخاص والتواريخ والزعماء والتقاليد منعتنا من الاستفادة من تحليل هذه الامور بصورة علمية ومحاولة استخراج العبر والدروس وعدم تكرار اخطأء الماضى وربما ذلك ما يدفعنا الى استنساخ اخطاء التاريخ على فترات تاريخية متلاحقة.
وربما يفسر ذلك ان تظل شخصية الرئيس فى مصر فوق نطاق النقد الصحفى بداية من1981 الى ان تم كسر هذا الحاجز الوهمى فى النصف الثانى من عام الفين واربعة مع ظهور ارهاصات حركات المعارضة التى نزلت الى الشارع.
وربما يفسر ايضا ميل البعض الى فكرة رفض نقد وتحليل تاريخ دولة الخلافة فى خلط واضح بين الاسلام كدين مقدس وبين تاريخ المسلمين انفسهم وهو امر غير مقدس بالطبع.
4-تضخم فى تصوير الذات مقابل التوجس من الاخر
ويظهر ذلك بوضوح فى الصورة التى ترفض الاعتراف بتراجعنا الحضارى كمايظهر فى اكثر من شكل اخر بمجرد ان يظهر على سطح الاحداث الدولية اى خلاف بين طرف عربى او اسلامى واى طرف اخر فنؤكد على اننا دائما على حق واننا لا نخطىء ابدا واننا الافضل دائما وربما يرجع السبب فى ذلك الى حالة من حالات الاقرار الباطنى بالتراجع الحضارى يداريها عدد من الحيل الدفاعية الجماعية التى تذهب الى اننا الافضل على طول الخط وهم الاسوأ على طول الخط.
وانا هنا لا انكر اننا فى احيان كثيرة نكون نملك الحق ولكن ونظرا لنظرة التضخم الذاتى التى نعانيه لا نستطيع ان نثبت حقوقنا للعالم لاننا بمنتهى البساطة نتكلم لغة لا يفهمها العالم عن تفوقنا الحضارى والتاريخى والدينى والثقافى .
ويصاحب هذه الصورة خوف وتوجس يتبعه رفض او كراهية للاخر الحضارى والثقافى بدعوى حمايه المقداسات وقيم وثوابت الامة ولا ادل على ذلك من رفض البعض للديمقراطية والاصلاحات السياسية لا لشىء الا ان هذه المطالب الشديدة المحلية قد تبناها الخطاب الرسمى الامريكى وانا هنا لست بصدد مناقشة مدى مصداقية هذا الخطاب بقدر ما اريد ان اوضح اننا قد نرفض حتى الاصلاحات لمجرد التوجس والخوف من الاخر الذى يقول نفس الكلام.
5-نظرية مؤامرة تسيطر على العقل الجمعى مما يرسخ ثقافة الاستسهال
وهنا انا لا انكر ان هناك عدد من الاحداث يكون الدافع المحرك فيها مصالح اجنبية متعارضة مع مصالحنا ولكن هذا لا يمكن تبريره بأن هناك مؤامرة بقدر ما يكون نوع من الضعف او التخاذل فى الدفاع عن مصالحنا .
ان تفسير اى مشكلة او كارثة تواجهنا على انها مؤامرة خارجية ما هو الا تدعيم لثقافة استسهال السبب وعدم البحث عن عوامل الضعف فينا فطالما امريكا مسئولة عن رداءة الاعلام المصرى والموساد مسئول عن ضعف صحة المصريين مثلا فلن يدفعنا هذا التفسير السهل الى البحث عن تراجع الاعلام المصرى والاسباب التى ادت الى تراجع صحتنا ، سيرسخ ذلك لفكرة القدرات الهائلة والسوبر للاخرين التى تقرر مصيرنا بقرار منها.
كما سيدعم قدرات الحكم على قهرنا طالما انه دائما ما يجد اداة لتخويفنا بحجة ان هناك اخر على الباب فى الانتظار لافتراسنا والفتك بنا لذا فلا صوت يعلو على صوت حكمة الحاكم الذى سيدافع عنا ضد هذا الشبح المخيف.
ان الامر يا سادة يحتاج منا تحرى الدقة ومكاشفة انفسنا بأننا المسئولين الاوائل عما نحن فيه وليس احد غيرنا حتى لو استغل هذا الغير ضعفنا واستثمر فساد انظمتنا ولا ينفى عنا ذلك اننا الجناه الاصليين فى اغلب المشاكل التى نتعرض لها بداية من الاستبداد والقهر نهاية بصفر المونديال.
6-حنين مرضى للماضى
واظن ان ذلك هو استئناف منا لثقافة الاستسهال فبدلا من انه نحاول ان نقدم حلول ملائمة لمشاكل الحاضر بأفكار تلائم الحاضر نعود الى الماضى لكى نعيد تصنيعه وتغليفه وتقديمه فى صورة حلول سابقة التجهيز للحاضر ولا ادل على ذلك من حالة الحنين غير المبرر لدى البعض للخلافة العثمانية التى لم نذق فى عصرها الا كل ذل وهوان وتراجع
7- التأكيد على الاستقرار المضر فى مقابل التغيير المفيد
وهى فكرة تقوم على ان المستبد الذى نعرفه خيرا من الديمقراطية التى لا نعرفها (واللى نعرفه احسن من اللى ما نعرفهوش )، وهى فكرة تقدس الاستقرار القاتل حتى لو كان استقرار على اوضاع فاسدة على التغيير اللازم للاستمرار
8- شخصنة النظم والمؤسسات والدول
وهى صفة يتم من خلالها تلخيص المؤسسة او الدولة او النظام فى صورة شخص فتختفى الحدود والقيود والفروق بين ما هو عام وما هو خاص فتصبح مصر مبارك او السادات او ناصر ويصبح بالتالى مبارك مصر وتأييد مبارك تأييد لمصر ومعارضة مبارك معارضة لمصر.
و تظهرهذه القيمة فى اغلب مؤسساتنا فتصبح المؤسسة هى امتداد لصاحبها او رئيسها وتتصبح معايير المؤسسة هى معايير صاحبها ا ورئيسها وبذلك تنهار فكرة المؤسساتية من اساسها تلك الفكرة التى تقوم على التفرقة الصارمة بين ما هو خاص وما هو عام والكل فيها يخضع لمعايير ثابتة وقوانين مسبقة لا تفرق بين الرئيس والمرؤسيين .
9- عدم تقنين الصراع ليأخذ صورة سلمية
ان صراع المصالح والافكار فى المجتمع امر لا مفر منه واظن ان تطور النظم الديمقراطية هو التطورالذى يحاول ان يقنن هذا الصراع وينزع عنه صفة العنف فيتحول الى صراع سلمى يتم التنافس فيه بصورة سلمية .
ولكنى اظن ان هناك عادة عربية اصيلة تحول الصراع دائما الى صراع غير سلمى يتم فيه تبادل الشتائم والاتهامات واحيانا اللكمات واحيانا اخرى ينتهى الامر لتبادل الرصاصات ، فالخلاف فى الرأى يفسد للود مليون قضية ونادرا ما نجد طرفين مختلفين فى رأى سياسي او توجه اجتماعى نادرا ما نجدهم يحترم كل منهما الاخر والاكثر ندرة ان تجدهم اصدقاء وربما يعود ذلك الى حالة انفعالية غير مبررة فى ادارة الخلاف تتسم بها الشخصية العربية.
مما تقدم يتضح لى ان الاستبداد قبل ان يكون حكومة وحاكم وامن دولة وامن مركزى فهو مجتمع وقيم وثقافة انتجت كل ماسبق، فهؤلاءالذين يحكمون لم يهبطوا من السماء ولم يأتوا من كوكب الاستبداد فى مجرة القمع ولكنهم نتاج لهذه البيئة المشبعة بقيم تشجع على الاستبداد واحادية الرأى.، واذا اردنا ان نسير فى طريق الديمقراطية والحرية فعلينا ان نواجه قيم الاستبداد التى تنتج المستبدين بيننا.
هذا رأى الذى يحتمل الخطا وانتظر رأى غيرى الذى يحتمل الصواب
والله من وراء القصد
محمد سعد

محمد سعد http://www.egyptiantalks.org/invb/index.php?showtopic=16105&hl=%20mohamed%20%20saad&st=0

تعليقات

المشاركات الشائعة