جوهر الصراع وأصل الأزمة

البعض فاهم المعركة اننا عايزين ده يقعد وده يمشي او ده يجي وده يروح او الجيش يحكم او الأخوان يحكموا او حتى محمد البرادعي ويجيب معاه محمد سعد .. فتلاقيه يقول انا مش هاصطف مع دول انا مخاصم دول انا زعلان من دول او ان مبسوط من دول او دول بيمثلوني او دول اللي معاهم الحل .. ثم تتبعها بعبارة يسقط كل من خان وتعريفك لمن خان هم الناس اللي مش معاك في نفس المربع وتشتعل الحرب الكلامية او حتى الدموية بين الأطراف.. يا سادة مش هو ده المطلوب ومش القضية  ان فلان  يمشي وعلان يجي بمعنى اننا نركب حد مكان حد او نقصي حد لصالح حد ... الفكرة ببساطة ومن غير كلكعة احنا عندنا 5 مشاكل اساسية لازم تفكر ازاي تحلها قبل الصراع الصفري بتاع انت معانا ولا مع الناس التانين اللي بيسارع كل طرف فيه ان يحدد لون فانلة الفريق اللي معاه علشان يلبسها ويشتم اي حد تاني 
المشاكل هي الأتي
1- البلد دي لا يحكمها اهلها بل يحكمها من يملك السلاح ايا ما كانت مهاراته وايا ما كانت قدراته .. المطلوب ان يرجع حكمها لأهلها بأليات ديمقراطية للرقابة والمتابعة وتداول السلطة  مش مهم بقى مين قاعد ومين ماشي لو ضمنت ان كله تحت الرقابة وكله قابل للمحاسبة وكله هياخد فترته وهيمشي بالذوق مش بالدم والسلاح 2- كل فصيل من المصريين يظن ان البلد بتاعته لوحده ولازم يمشي بقية الناس او يخضع بقية الناس او يقتل بقية الناس  الحل اننا نعترف اننا موجودين فيها بكل تنوعاتنا ولن يستطيع فصيل ان يقصي فصيل او يقضي عليه او يخضعه للأبد اشتغل على نظام سياسي يستوعب الجميع  علشان الجميع يؤمن بأهميته ولا ينقض عليه كلما وجد الفرصة  3- مفهوم محدد لقوة الدولة في اذهان الناس او قطاع كبير من الناس هي الدولة الباطشة التي لا ترعى حقوق ولا تحفظ حريات وكلما قتلت اكثر او بطشت اكثر كلما كانت افضل وهذا مفهوم مدمر يجب ان نعمل جميعا ان نفككها من جذور الدولة تكون قوية بقدرتها على حمايتك وليس بقدرتها على التنكيل بك , فهم الناس كده    4- مؤسسات الدولة اصبحت دولة فوق الدولة اي انها بدلا من ان تقوم بأدوارها لخدمة الناس تقوم بأحتكار المزايا والموارد لها ولأعضائها ولأسرهم ومن يدينون لهم بالولاء اي اننا ازاء بيروقراطية حاكمة تضع نفسها فوق الناس وفوق اي محاسبة او منازعة ... نريد ان نحول كل المؤسسات لمؤسسات خدمية الهدف من وجودها خدمة الناس وتحقيق اهدافها الإحترافية والا يكون لها اي استخدام سياسي  وان تخضع جميعا للرقابة حتى لا تتحول الى عزب او تكيات  او عصابات مقفولة تدافع عن مصالحها حتى لو تعارضت مع مصالح البلد كلها وتقدم نفسها انها دولة داخل الدولة بما في ذلك وعلى رأسها الجيش والقضاء والشرطة والجهاز الإداري للدولة   5-  الفكرة الشائعة عند فصيل من المصريين ان الدين والسياسة امر واحد حيث ان البعض يظن ان السياسة موجودة في النصوص المقدسة وانها غير قابلة للإجتهاد الإنساني وانها وحي الهي وظيفة الحكومة ان تطبق ما جاء بالنص لا اكثر ولا اقل .. السياسة ليست وحي الهي بل هي امر بشري يتطور بالجدل البشري والفهم الإنساني .. ربما يقيم مفاسدها الدين والأخلاق لكنها ليست الدين والأخلاق واي محاولة الى جعل السياسة وحي الهي فهي بمثابة منح قداسة لمن يحكم  وجعل الحكومة حكومة مقدسة لا يمكن معارضتها او مراجعتها وينتج اكثر النماذج استبدادا ... دافع عن مشروع مش عن اشخاص هتوضح لك اكتر  الصورة و جوهر الصراع