سياسة لا امن

لا يحتاج اي إرهابي الا لمظلومية معلقة في الأذهان ليصنع خط انتاج متجدد لجيل جديد من الإرهابين... 

أسهل حاجة في الدنيا انك تاخد موقف ترضي بيه التيار العام وتغازل النزعة الشعبوية في الانتقام أو توسيع دائرة الخصوم أو الرغبة في توجيه الغضب في كل اتجاه بس للاسف انت كده جزء من المرض مش جزء من العلاج... مفيش أسهل من الكلام المبتذل بتاع يسقط كل من هان وكل من خان وكل من جلس مع دولة العساكر وكل من برر العنف أو شجع العنف أو خاض في عنف. .. لكن صدقني الكل متورط بما فيهم من تدافع عنهم. . نحن نريد أن نصل لصيغة للتعايش لا لصيغة لمزيد من عبارات الكراهية.

. اقرأوا قليلا في تاريخ العنف السياسي هتلاقوا ان مانديلا الراجل الكبارة ده متورط في عنف وهتلاقوا ان الناس بتوع الحزب الجمهوري الأيرلندي اللي شكلهم كيوت أوي متورطين في عنف بردوا وان استقلال الهند وباكستان رغم كل الكلام الجميل اللي اتقال من اخوكم الحاج غاندي كان بحور من العنف والدم .. القصد لا يمكن ابدا ان تتحكم في ردود افعال اي فصيل يشعر بظلم شديد مهما كلمته عن السلام والأخوة والمحبة .. الناس بتعمل ايه علشان تتجنب كده .. بتتجنب العنف من فوق بتقطع سلسلة العنف او العنف غير الشرعي اللي بتتورط فيه الحكومات وبتلجأ للتفاوض.. غير كده فالأمور مرشحة لمزيد من العنف والدم..

ويقول المثل الخنيق من لا يتنازلوا لكي يعيشوا سويا فسيجبروا أن يموتوا سويا بردو

البعض بيحط صور ترام بتتحرق بسبب الغضب والبعض بيحط اتوبيس بيتحرق علشان الدم اللي راح ويقولك شايف التخريب .. قلنا وبنقول ولسه هنقول احفظ من كل قوانين الفيزيا قاعدة واحدة وبعد كده اقفل الكتاب .. الفعل القاتل يولد غضب مميت.. انزع الفتيل من فوق . لا يمكن ابدا ان تعيش في عالم من خيالك وتتخيل ان كل اللي موجودين امبارح دول مش موجودين ولا حاجة وتتحرك في عالم كارتوني بتعيش فيه انت وصحابك اللي بيقولوا كلام عميق ومش بيشوفوا غير الأتوبيس المحروق والترام المتكسرة والظابط المصاب . سياسة لا أمن