من كام اسبوع نسبت لتيد كروز المرشح التاني في سباق الجمهوريين تصريح بيقول فيه " انا مسيحي اولا , امريكي ثانيا, محافظ ثالثا , وجمهوري رابعا" تصريح ان صح يدل على عقلية تخلط الأمور بين ما هو سياسي وما هو ديني بشكل فج ... وقبله كان المرشح ذو الحظوظ الأوفر ترامب يدعو لطرد المهاجرين ومنع المسلمين والمكسيكيين في محاولة لجعل امريكا امة مسيحية بيضاء ... التيار المحافظ في امريكا لازال قادر على الحشد من منطلقات دينية وربما يكون امتداد سياسي لجماعات العنف الديني المسيحي مثل Ku Klux Klan كو كلوكس كلان التي كانت جماعة ارهابية قومية بروتستانية تستهدف اليهود والسود والكاثوليك والمهاجرين... ربما كان التنافس السياسي احد وسائل تفكيك النهج العنيف لهذه الجماعات..
لا يمكن ان تخفي الأفكار من اي مجتمع لكن يمكن ان تتركها تتطور وتنكشف وتنزع عنها العنف..
في اليابان الآن الإئتلاف الحاكم مكون من الحزب الديمقراطي الليبرالي وحزب ديني اسمه كوميتو يؤمن بالبوذية السياسية يعتبر الجناح السياسي لحركة تؤمن بالبوذية السياسية تم تأسيسها سنة 1930 اسمها سوكا جاكاي انتهجت العنف في الخمسينات لكن فتح الأفق للتنافس السياسي امامها دمجها في المجتمع وتم تحييد العنف ,
وفي هذه العملية بذل المجتمع جهد في الدمج والإستيعاب وبذلت الحركة والحزب جهد مقابل في الدمج والإستيعاب لأن كلا الطرفين ايقن انه خاسر من حرب تكسير العظام المستمرة.. المجتمعات الديمقراطية لديها الف طريقة غير عنف وإرهاب الدولة لوقف خطوط انتاج مصانع تصنيع الكراهية ...
ظل حزب المؤتمر الهندي مسيطر على المشهد السياسي منذ الإستقلال حتى نهاية السبعينات وبداية الثمانينات حين ظهر بهاراتيا جاناتا من جماعة تؤمن بالدور القومي والسياسي للهندوسية تسمى Rashtriya Swayamsevak Sangh - راشتريا سوايامسفاك سنجه ... استوعب الحزب الجناح المحافظ داخل الطيف السياسي الهندي والذي يؤمن بالدور الديني للسياسة والدور السياسي للدين داخل عملية تنافس سياسي قللت الى حد كبير من اللجؤ للعنف لدى القطاعات المحافظة التي يسهل اقناعها انها مضطهدة او مستهدفة ويسهل حشدها في اتجاه العنف السياسي.
الحزب الآن هو الحزب الحاكم في الهند ..
اللإئتلاف الأندونيسي الحاكم حاليا يتكون من 6 احزاب حزبين اسلاميين احدهما هو حزب الوعي القومي الأندونيسي هو حزب يؤمن بدور سياسي للإسلام في اطار ديمقراطي ,حزب محافظ اجتماعيا ليبرالي سياسيا واقتصاديا ..و الحزب الأخر هو حزب التنمية المتحدة وهو تاريخيا الحزب الجامع للتيارات الإسلامية المحافظة في اندونسيا...
كل مجتمع فيه تيارات محافظة وربما تكون شاركت التيارات اليمينية المحافظة والتيارات اليسارية والتيارات الموالية للدولة في اعمال عنف ضد المجتمع وضد بعضها البعض , لكن لأن الغرض من اقامة المجتمعات هو التعايش المشترك والحفاظ على السلم العام لا الموت المشترك والحفاظ على الكراهية العامة ,يصل الأطراف بعد فترة الى قناعة مؤداها ان التنافس السياسي وفقا للقواعد الديمقراطية ,التي تضمن عدم اقصاء الأطراف الأساسية وعدم اهدار حقوق الأقليات وعدم فرض صيغة مقدسة على برامج التنافس السياسي التي تقبل النقد وتلتزم بقواعد المنافسة والتداول والمراقبة على اداء السلطة وسلمية تغيير القائمين عليها دون اللجؤ للعنف, هي الطريقة الأهم والأكثر فاعلية لنزع لغم العنف , (العنف في الغالب يأتي من قناعة اطراف او قطاعات ان لهم حقوق مهدرة ولا يمكن ان يسترجعوها الا بالعنف) لذا فكلما سمح المجتمع للأطراف بالمشاركة السياسية والتنافس على قواعد معروفة سلفا كلما قلت فرص العنف وارتفعت شرعية النظام وانخفضت الرغبة في الإنتقام والإنتقام المضاد وقل الإعتماد على القهر في حل المشاكل زات الطابع السياسي.
نحن لا نخترع العجلة , لكن البعض يريد ان يحافظ على الفزاعة لأطول فترة ممكن.
تعليقات
إرسال تعليق