بمناسبة الكلام عن القتل البشع لجوليو ريجيني الله يرحمه في مصر , والمشاهد المتقطعة بأن الأمن قبض على الان جريش مدير تحرير السابق للوموند ديبولماتيك الفرنسية بعد بلاغ من واحدة قاعدة جنبه على الكافتيريا سمعت حواره مع اصدقاء مصريين والقبض على واحد بيصور في الشارع او اتنين بيتكلموا انجليزي في المترو ومنع باحثين اجانب او مصريين يخملوا جنسية اجنبية لهم اراء معارضة للنظام العسكري الحاكم....في الغالب النظم العسكرية بتأسس حكمها ان هناك اخر ما يطاردكم ويتربص بكم , وفي الغالب لإعتبارات الإثارة و التخويف واثارة الفزع من المجهول ولإعتبارات الحفاظ على علاقات حميمة مع الغرب في اروقة الدبلوماسية الرسمية تبقي هذه الأنظمة هذا الأخر فكرة معلقة وملغزة وغامضة وغير محددة في الذهن الجمعي , اي حد ممكن يبقى الأخر ده...
مين الأخر ده ؟ ايه جنسيته ؟ وايه خططه؟ وبيعمل ايه تحديدا؟ تبقى الإسئلة دي غامضة و كل الإحتمالات مفتوحة , شيل كلمة الأخر دي وحط اي حد وكل لما تكره اكتر وتشتم اكتر وتزعق اكتر وتبشر اكتر بالكراهية المقدسة كل ما تبقى اقرب لروح وعقل النظام...
لكن النظام بردو يحب ان يستخدم الفكرة دي في القضاء على كل الأفكار النبيلة اللي لا يستطيع الجهر بعدائه الصريح لها فالنظام لا يستطيع ان يقول صراحة انه ضد الديمقراطية لكنه يقول ان هذا الأخر يتكلم عن الديمقراطية فأكرهوه , النظام يكره الشفافية ويحب دائما المداراة ومهووس بالسرية فيقول ان الأخر ده بيتكلم عن حق المعرفة وحق تداول المعلومات , فأي حد يحدثكم عن المعرفة والوعي هو شر فأكرهوه , النظام يريد ان يخلط بين الدولة كأجهزة ومؤسسات وبين الأشخاص المحتكرين للقوة والسلطة فيقولك مثلا الأخر ده يدعو للفصل بين الدولة كؤسسات واشخاص القائمين عليها ويدعو للحفاظ على العربة ومحاسبة السائق اي الحفاظ على مؤسسات الدولة ومحاسبة من يقوم على ادراتها , فيقول النظام خلي بالكم اي حد عايز بيكلمكم عن المحاسبية والشفافية ومحاسبة القائمين على الإدارة العامة يريد ان يفكك دولتكم فأكرهوه, وهكذا اي قيمة عظيمة يكرهها النظام ولا يجرأ على التصريح بكراهيته لها يلصقها بالأخر الكريه ..
لا تملك النظم اللي من عينة نظام السيسي ده الا نشر ثقافة الخوف و الكراهية كحاجز مانع يمنع بين الأشخاص وبين تلقي الأفكار والتفاعل معها بحرية , الخائفين لا يفكرون والكارهين لا يخلطوا بين الفكرة وقائليها ولا يستطيعوا التفكيك بين كرههم الشخصي والمصلحة العامة... دي يمكن يفسر الى حد كبير كيف تم تسميم المصريين بكل هذا الكم من الكراهية ضد كل ما هو مختلف ( امبارح مشجعين فريق حطموا متجر لفريق منافس كنوع من الإحتفال) ..
نحكمكم بالخوف والكراهية ...
تعليقات
إرسال تعليق