اغلب اللي بيؤمن بالعقلانية وبقيم عصر التنوير والتفكير النقدي القائم على فكرة ان كل انسان لديه الحق في اعادة طرح الأسئلة على نفسه مرة اخرى والبحث عن اجاباته واستنتاجاته وتكوين قناعاته بنفسه دون وسيط سلطوي او ديني في الغالب بيمر بمرحلة اعادة الأسئلة الكبرى حول الدين والأيمان والمقدس وربما هي مش مرحلة بقدر ما هي عملية طرح دائم للأسئلة .. بعد فترة بيكون في سبب او عدة اسباب يخليك اما تظل على ايمانك بالغيبيات والدين واما تختار الا تؤمن بالشيلة كلها على بعضها او تبقى في مرحلة تردد دائم بين هنا وهناك ...
المهم من ضمن الأسباب اللي خلتني احتفظ بإيماني بالغيبات وبالدين هي الفكرة المركزية في فلسفة التوحيد الإسلامية وهي ان الناس كلها تخضع لرب واحد فقط لا غير دون وساطة او كهانة او تسيد فئة من البشر على فئة .. كلنا لأدم وادم من تراب . . وهي فكرة تنفي خضوع بشري لبشري او تسيد بشري على بشري او استعباد بشري لبشري (طبعا التطبيق العملي في استعباد واسترقاق ولكن تبقى الفلسفة الحاكمة هي ان الجميع يخضعوا لمن لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) دون ان يكون هناك اي افضلية الا بالعمل لدرجة ان نبي الإسلام نهى عن فكرة الإطراء له بصورة ترفعه فوق مستوى البشر قائلا لا تطروني ومؤكدا انه عبدا لله (زيه زينا في دي) ورسوله (ودي المهمة المكلف بيها وليس اختلاف في الطبيعة البشرية) .. . اذن فالأصل ان الناس سواسية كأسنان المشط يتمايزون بأعمالهم لا بأنسابهم ولا بعلاقتهم ولا سلطتهم ولا يتسيد بعضهم فوق بعض....
وأي فكرة في عصمة بشر او رفعهم فوق بشر تانين لأي سبب من الأسباب هي فكرة تضرب الفلسفة دي من اساسها وتجردها من مضمونها الرئيسي , ببساطة انت مين انت علشان تقول احنا اسيادكم ولا اسياد اللي جابوكم وتلك الأفكار التي تشكل عقيدة اساسية لدى فئة من المصريين (للأسف هي الفئة الحاكمة بقوة السلاح) يعبروا عنها احيانا بصورة فجة (اتفرج على فيديوهات مرتضى وواللواء بتاع البحيرة و كلام أحمد الزند و احاديث امناء الشرطة) او يعبروا عنها بطريقة غير مباشرة في احتكار الإمتيازات والثروة والسلطة والقوة وعدم الخضوع إلى اي محاسبة او مسائلة او قانون (اتفرج على نمر عربيات ملازم شرطة ولا ملازم جيش) وقمع الناس وانتهاك حقوقهم. ونشر الكراهية المنهجية بينهم ..
انتهى هذا الزمن بغير رجعة شوف في العالم كله حد يقدر يطلع في فيديو ولا يمارس ممارسة يقول فيها انا سيد فلان ولا سيد علان .. الدنيا كلها الناس تتمتع فيها بقيمة المساواة في الحقوق والواجبات ولا يتمايزوا الا بالعمل والمجهود وبقدرتهم على الإقناع وحتى هذا التمايز لا يرتب عليه اي تسيد او احتكار او مجرد حتى محاولة التفكير في التعالي على الناس او الظن ان احدهم من طبقة او فئة تسمح له بإنتهاك حقوق غيره... اتفرج على فيديو دكتور بيطرد رئيس وزراء بريطانيا من مستشفى عام لأنه داخل المستشفى دون مراعاة الإشتراطات الصحية في زيارة عمل لمعرفة مستوى الخدمة.. واتفرج على فيديو لما واحد زي مرتضى منصور طالع بكل تبجح يهدد شخص ما بالعنف واستخدام القوة اللي خارج اطار الدولة مرددا انا مرتضى بيه انا سيدك يا كلب ...
تعليقات
إرسال تعليق