اخرجوا للعالم ما استطعتم لذلك سبيلا

الهجرة والإنتقال لأسباب اقتصادية مرتبطة بحركة التاريخ اصلا محدش هيوقفها , من ساعة ما نوع الهوموسبينس اوالإنسان العاقل ساب موطنه الأصلي في شرق افريقيا وتحديدا في اثيوبيا (ام الدنيا التاريخية ) وبدأ في الحركة شمالا. ثم قرر انه يعدي البحر ويغامر بحياته كمان ..
 كلنا مهاجرين ابناء مهاجرين بشكل او بأخر ومفيش اي ميزة نسبية بتيجي لحد انه اتولد وعاش ومات في بلد. الناس بتزيد مداركها وذاكرتها البصرية والسمعية وتجاربها وشغفها وحبها للحياة بالسفر, وكل ما زاد السفر كل ما زادت الحاجات دي,
بأقدر المشاعر الإنسانية طبعا في الإرتباط بالتاريخ الشخصي لكل بني ادم, والنوستالجيا وكل الحاجات الجميلة دي اللي بتيجي لي انا شخصيا من وقت للتاني, ولا اننا واحنا برة موطن ميلادنا نبقى عندنا حنين نرجع من وقت للتاني نشوف اماكن ذكرياتنا واهلنا وناسنا , وحتى ان احنا نحاول بكل استطاعتنا اننا نخلي موطن الميلاد ده افضل واحسن ان مكانش لينا فلأهلنا ولناسنا اللي لسة هناك. لكن المستقبل في الحركة وفي ترك اماكن التعود ال comfort zone زي ما بيقولوا الخواجات, ولفتح فرص لينا ولأبنائنا من بعدنا او حتى لوطن ميلادك نفسه. افضل زعماء التحرر اللي في العالم هما اللي رجعوا بعد منفى اكتسبوا منه تجارب افضل ورؤية اوضح ومعرفة اكتر بالخبرة والإحتكاك بثقافات مختلفة ورؤى متنوعة .الأنسان المتنقل المسافر اظنه اكثر تطورا من الأنسان الكامن , شجعوا بعض على التنقل والترحال والسفر وبلاش تشجعوا بعض على الكمون القاتل ولا الشعارات المحرضة على الجمود المكاني والعقلي. اخرجوا للعالم وشوفوه وخليه يشوفكم وتعرفوه ويعرفكم , ريحتنا طلعة من سنين كمكمة وجري في المحل وسحل لأنفسنا ولأجيال جاية بعدنا. اخرجوا للعالم يا عالم ما استطعتم لذلك سبيلا..