حينما يكون القتال حماقة

 

في اواخر الحرب التانية, اليابانين اللي في منشوريا وفي جزر كوريل كانوا رافضين الإستسلام وكانوا شايفين ده عمل بطولي يستحقوا انهم يموتوا علشانه, بعد ضرب القنبلتين في هورشيما ونكازاكي بردو فضلت القوات دي تقاوم وكأن مفيش حاجة حصلت. كانت اليابان ممكن توفر ارواح كتير بين جنودها ومدنيها لو ادركت القيادة اليابانية اللحظة التاريخية..

 بعد اعلان الأمبراطور الياباني يوم 8 اغسطس 1945 الإستسلام غير المشروط بقيت قوات يابانية تطلق النيران في كوريل وبعض جزر المحيط حتى بعد استسلام البر الرئيسي لبلادهم. بعض الجنود اليابانين ظلوا في حالة قتال حتى ان اخرهم كان تيرو ناكامورا الذي استسلم والقى سلاحه في اندونسيا سنة 1974 وفي نفس العام استسلم قبله الملازم هيرو اونودا والذي ظل يرفض الإٍستسلام حتى يأتيه اوامر من قائده الرائد يوشيمي تانيجوتشي والذي احضروه له خصيصا من اليابان ولحسن الحظ كان على قيد الحياة وامره بالقاء سلاحه والإستسلام..

.تبدو هذه القصص وغيرها رومانسية وتصلح للحكي والرومانسي عن البطولة والشجاعة, لكن تبدو من الناحية العقلانية قصص انتحار جماعي وتعريض حياة مزيد من المدنيين  والجنود لموت مجاني لا اثر له. اليابانين كانوا مصممين ان يستكملوا طريق الجنون لأخره بدلا من توفير الوقت والجهد والأرواح والنظر الى الواقع بصورتها الحقيقية لا المتخيلة. هناك لحظة ما يجب فيها ان تدرك متى تقاوم ومتى تتوقف عن القتال لأنقاذ ما يمكن انقاذه.