بحث هذه المدونة الإلكترونية
مكان لفهم أعمق للعالم، من منظور عربي عالمي. مدونة تسلط الضوء على تعقيدات العالم العربي في سياق عالمي.
المقالات الأحدث
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
احتجاجات الهامش - سبتمبر 2020
الإحتجاجات في النظم شديدة القمعية او جمهوريات الخوف زي ما بيقولوا عليها مش بعددها في الغالب ولكن في تأُثيرها لأن اي احتجاج ولو قليل بيقول ان في عدد من الناس بقى عندها غضب اكبر من درجة الخوف اللي بيبثه النظام. وهذا العدد يمثل اعداد اكبر من الغاضبين الخائفين. احتجاج الف شخص في سوريا حافظ الأسد له دلالات ربما اكثر من احتجاج مليون شخص في شوارع لندن.
تقول الرواية الرسمية انهم مدفعون من الأخوان. لا احد يمكن دفعه الا اذا كان غاضب فعلا اذن فالغضب موجود وكان دور الإخوان او غيرهم (اذا سلمنا بصحة الرواية الرسمية) هو استغلاله لا صناعته.
لذا فالإسلم للنظام ان يعترف ان المظاهرات مدفوعة من غضب ضده وحتى وان كان عددها قليل فهي مجرد قمة جبل الغضب وما خفي لم يزل اعظم.
يعاني السيسي من انه رجل مخابرات يجيد مؤامرات القصور والتخويف لكنه لديه مشكلة كبيرة كلما تكلم. في العام الماضي, اثار تصريحه انه بنى قصور وسيبني قصور مش علشانه علشان مصر, اثار الناس بصورة كانت ايضا اكبر من الخوف فنزلوا حتى في المدن. وفي هذا العام اثار تصريح متشنج اخر بأنه سيستعين بالجيش ضد المخالفين حفيظة الناس. لا يستوعب السيسي ان تخويف الناس بجيشهم امر خطر على استقرار نظامه وتماسك جيشه. ربما اسكرته قدرته على التحكم الكبير في الجيش بشكل ربما لم يكن مسبوق لأي رئيس مصري بما فيهم عبد الناصر. لكن لازال تحويل الجيش الى قوة قمع داخلي وتوجيه نيرانه للداخل استثناء لا يجب تحويله لقاعدة لكن ربما السيسي غير مدرك لذلك.
لا يجدي نفعا القاء اللوم على محمد علي (وهو شخص محدود الموهبة والكفاءة والقدرات) فخطاب الناشطين السابقين بتحميله مسؤولية الإحتجاجات هو خطاب يتقاطع مع خطاب الدولة التي تحمل الإحتجاجات للإخوان. الغضب موجود فعلا ولا ينقصه الا شرارة انطلاق ولا يمثل محمد علي الا شرارة انطلاق.
اضطرت الحكومة على تقديم تنازلات في قانون التصالح لعلها تكون اشارة ان الحكومة لا تحكم في كتل ميتة وان السياسات تصنع بالنظر لخريطة اصحاب المصالح وعلى رأس النظام ان يتوقف عن الحكم بالفرمانات التي يصدرها في لقاءات التي يتحدث فيها جالسا وظهره للحاضرين.
لا وسائط سياسية ولا معارضة متماسكة يمكنك ان تفاوضها وتكون حاجز بينك وبين غضب الناس, وكذا لا تنظيم سياسي متماسك يستطيع ان يجمع مصالح الناس ويرفعها لصانع القرار. صانع القرار مصمم انه يعرف اكثر ولا حاجة له بتنظيمات حقيقية.
هذه ليست ثورة كما لم تكن احتجاجات العام الماضي ثورة. لكن العاقل من اتعظ من بوادر العاصفة. الركون للقوة فقط لا يصنع شرعية. الشرعية تحتاج الى سياسة (اي قدرة للتوفيق بين الرغبات المتباينة والإردات المتصارعة لا سحقها تماما) وسياسات ( اي قدرة على وضع حلول بالنظر الى اصحاب المصلحة لا اسكاتهم تماما).
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
المشاركات الشائعة
إجابات معقدة عن اسئلة النصر والهزيمة في حرب حماس واسرائيل
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
أحمد الشرع: "الجولاني" الذي أعاد تشكيل الجهادية السلفية
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق