التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المقالات الأحدث

ترامب في الكنيست: خطة سلام تحت تهديد السلاح

  خطاب ترامب في الكنيست (الأهم سياسيا من كل هراءه   في شرم الشيخ) لا يفضي إلى أوسلو ولا إلى جائزة نوبل، بل إلى لاهاي على أبواب المحكمة الجنائية الدولية . لكن، بطبيعة الحال، لن يُحاسَب، لأنه الطرف الذي يمتلك السلاح في مواجهة الكوكب بأكمله . الخطاب جاء كوثيقة سياسية تحمل ست رسائل مركزية : اعترافٌ ضمني بالمشاركة في الإبادة عبر التسليح تحدّث ترامب بفخر عن الدعم الأميركي لإسرائيل وعن “الأسلحة الذكية” والقنابل الغبية والصواريخ القادرة على محو مربعات سكنية كاملة ما فوق الأرض وما تحتها، التي مكّنتها من “تحقيق النصر”، في إشارةٍ مباشرة إلى استمرار تدفق السلاح الأميركي أثناء الحرب على غزة . لم يقل إنه يسلّح للإبادة، لكنه قدّم الإبادة باعتبارها نتيجة مشروعة للدفاع عن النفس، مما يجعله شريكًا فعليًا في الجريمة، لا مجرد متفرّج أو متواطئ صامت . تمجيدٌ لقادة المذبحة وتبييض الجرائم أشاد ترامب علنًا بقادة الحرب الإسرائيلية، وخصّ بالذكر من وصفهم بـ“الأبطال الذين أنقذوا إسرائيل من الظلام”، في وقت ما زالت فيه التحقيقات الدولية تلاحقهم بتهم ارتكاب جرائم حرب . هذا الإطراء لم يك...

عن الذين لا يرتدون الكلوتات



 ...في الثورة الفرنسية في سنواتها الأولى ظهرت مجموعة لها اسم غريب علينا اسمها Sans-culottes يعني بالعربي اللي من غير كلوتات وكانوا بيشيرو لنفسهم بكده لأنهم مكانوش بيرتدوا شكل من اشكال البنطلونات الضيقة اللي كان بيلبسها النبلاء اللي قامت عليهم الثورة يعني يقصدوا انهم الناس الشقيانة التعبانة اللي من غير كلوتات.. المجموعة دي كانت مجموعة من العاديين اللي مكانش حد يعرفهم لكنهم حققوا نفسهم من خلال الثورة والثورة اديتهم برستيج واهمية فتحولوا الى راديكاليين الثورة الدائمة هدفهم لأنهم بدون الثورة هيرجعوا تاني عاديين فكانوا من وقت للتاني لما يلاقوا الدنيا ممكن تهدى وترجع لطبيعتها يسخنوا اهل باريس ويقوموا يقتلوا كام واحد من النبلاء ويقطعوا رؤوسهم ويحطوها على الرماح .. وكل لما حد يطالب بقليل من الهدؤ يزايدوا عليه ويتهموا انه من انصار الراجعية والملكية والكنيسة كل لما حد يقولوا ان تحقيق الحريات والديمقراطية ما يبقاش ببحر الدم اللي في شوارع باريس وفي باقي فرنسا يقولوا امسكوا الخاين امسكوا العميل ..نشروا بالتعاون مع روبسبير المحامي واحد قادة الثورة واليعاقبة في الجمعية الوطنية ما يسمى بعصر الرعب ويقال ان كل يوم كان يعدم 800 شخص في شوارع باريس وحدها تحت المقصلة بسبب جنون وشيفونية وشعبوية ومزايدة (اللي من غير كلوتات) لدرجة ان الثورة بدأت تأكل ابنائها بعدما وصل التعطش للدم حد لا يمكن ايقافه واستدار اللي (من غير كلوتات) وحلفائهم في الجمعية الوطنية اللي اسمهم اليعاقبة بقيادة روبسيير ضد بعضهم البعض وقتل روبسيير صديقه في القتل جورج دايتون لما وصل صديقه الى درجة لا يتحمل فيها مزيد من الدماء... كادت المزايدة بالدم ان تقضي على فرنسا وثورتها وتحولت الحرية والإخاء والمساواة الى جنون ودم ورعب.. انتهى عصر الرعب لأن مجموعة من الفرنسيين ادركوا ان الإستمرار في الإنتقام سيؤدي الى ان تأكل فرنسا نفسها او تطلق النار على قدميها ثم على رأسها .. في كل ثورة هناك مجموعة يمكن ان نسميها (اللي من غير كلوتات) ربما يكونوا اكثر ناس مخلصين للثورة لكنهم في نفس الوقت اكثر خطرا عليها من اعدى اعداء الثورة...

تعليقات

المشاركات الشائعة