حدث في مثل هذا اليوم ..ولازال يحدث الى الأن

احداث العباسية-نقلا عن جريدة الفجر

في مثل هذا اليوم من 59 سنة تمرد العسكر على قيادتهم واعتقلوهم في قيادة الأركان من يومها ومصر دخلت تحت وصاية العسكر وتحولت الى معسكر كبير ينطبق عليها قوانين العسكر وحكم العسكر وتحكمات العسكر.
 في مثل هذا اليوم بالذات يجب ان نحذر تلك الدعوة الى تفتيت الجيش او تحريض قيادته الصغيرة على قيادته الأكبر حتى لا نتحول الى فئران لا تستفيد من تاريخها وتدخل نفس المصيدة مرتين..
وفي مثل هذا اليوم ايضا احذروا من دعوات تخوين القوى الوطنية كما جاء في اسوأ بيانات الجيش الذي يعبر عن ضيق افق من فكر فيه ومن وافق عليه ,الذي يدين فيه حركة شباب 6 ابريل بالأسم والتصريح العلني .. فحبل التخوين دائما على الجرار اذا ما بدأ فهو لا يستثني احد وسيحول الجميع الى ضحايا لعمليات التخوين والأقصاء وتتحول الثورة الى ساحة اعدام سياسي وأغتيال معنوي (وربما يتحول الأمر الى اعدام حقيقي واغتيالات بمعنى الكلمة المباشر) ...
احاول  في مثل هذا اليوم ان اقف في منطقة وسط تبعد عن الأطراف..  فاالأطراف دائما منحازة وضيقة ومتشنجة , ولكنها جاذبة وبراقة خاصة في اوقات الأزمات كتلك الأوقات التي نعيشها . والوقوف في الوسط في مثل هذه الأوقات يجعلك هدفا سهلا لقذف الأحجار من الطرفين فأنت بالنسبة لهؤلاء خائن وبالنسبة للأخرين متأمر  ..فأغلب المشاركين او اللاعبين الرئيسيين الأن يلعبون على الأطراف ولا يتحركوا لكي يتقابلوا في الوسط، لذا فلا يجدوا الا مساحة ضيقة للتفكير ومساحة اكبر للتخوين ...ناشطة تضع على حسابها في تويتر عبارات قذف وتشهير يعاقب عليها اي قانون في اي بلد , تصف كل المجلس العسكري بالخيانة ..يصدر المجلس بيانا يصف فيه حركة سياسية انها حركة تعمل لحساب (اجندات)خاصة - هذا مع التسليم ان خطيئة المجلس العسكري اكبر لأن تأثيره اكبر واكثر فاعلية من مجرد حساب شخصي على تويتر - تصاحبها احداث عنف كل الأطراف مدانة فيها سواء عند قيادة المنطقة الشمالية  العسكرية بسيدي جابر بالأسكندرية او في العباسية بالقاهرة ..ثم دعوات تحريضية تحرض جيش مصر على جيش مصر وتطالب صغار الضباط بالتمرد على قيادتهم وتطالب الرتب الصغيرة بالتمرد على تقاليد الأحترافية الهيراركية التي ميزت اداء الجيش المصري على الأقل منذ حرب الأستنزاف ..الغريب ان يتم كل هذا في هذا اليوم بالذات الذي ان ذكرنا بشيء فيجب ان يذكرنا اننا بلعنا الطعم مرة  حينما انقلب الصغار على الكبارفي52  ودخلنا معهم جميعا حقبة الحكم بالأمر العسكري  التي نحاول جاهدين ان نخرج منها بعد ثورة اخرى طال انتظارنا لها  (اكثر من 58 سنة انتظار) ولكن لا اعرف لماذا نصر على بلع نفس الطعم للمرة الثانية على التوالي..ربما لأن ذاكرة الأسماك اضعف حتى من ذاكرة الفئران.