التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المقالات الأحدث

ترامب في الكنيست: خطة سلام تحت تهديد السلاح

  خطاب ترامب في الكنيست (الأهم سياسيا من كل هراءه   في شرم الشيخ) لا يفضي إلى أوسلو ولا إلى جائزة نوبل، بل إلى لاهاي على أبواب المحكمة الجنائية الدولية . لكن، بطبيعة الحال، لن يُحاسَب، لأنه الطرف الذي يمتلك السلاح في مواجهة الكوكب بأكمله . الخطاب جاء كوثيقة سياسية تحمل ست رسائل مركزية : اعترافٌ ضمني بالمشاركة في الإبادة عبر التسليح تحدّث ترامب بفخر عن الدعم الأميركي لإسرائيل وعن “الأسلحة الذكية” والقنابل الغبية والصواريخ القادرة على محو مربعات سكنية كاملة ما فوق الأرض وما تحتها، التي مكّنتها من “تحقيق النصر”، في إشارةٍ مباشرة إلى استمرار تدفق السلاح الأميركي أثناء الحرب على غزة . لم يقل إنه يسلّح للإبادة، لكنه قدّم الإبادة باعتبارها نتيجة مشروعة للدفاع عن النفس، مما يجعله شريكًا فعليًا في الجريمة، لا مجرد متفرّج أو متواطئ صامت . تمجيدٌ لقادة المذبحة وتبييض الجرائم أشاد ترامب علنًا بقادة الحرب الإسرائيلية، وخصّ بالذكر من وصفهم بـ“الأبطال الذين أنقذوا إسرائيل من الظلام”، في وقت ما زالت فيه التحقيقات الدولية تلاحقهم بتهم ارتكاب جرائم حرب . هذا الإطراء لم يك...

الفرد والجماعة في افكارنا الليبرالية








لا تضع الليبرالية تناقض بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة بل تحاول ان تصل لصيغة all winners status وهو وضع  نحاول ان نصل  فيه الى صيغة الكل فائز دون ان يوجد خاسر او مهزوم  بحيث لا نخلق تعارض مبدأي بين مصالح الفرد ومصالح الجماعة. فأن حدث التعارض تدخلت الدولة لتنظيم المصالح بين الأفراد فمثلا من مصلحة المنتج ان ينتج بأقل تكلفة ومن مصلحة المستهلك ان يحصل على افضل سلعة فماذا اذا تعارضت المصلحتين وقرر المنتج ان ينتج باقل تكلفة منتج سيء .. تتدخل الدولة من خلال قوانين حماية المستهلك وتمكن المستهلك من استرداد امواله واحيانا اخذ تعويض من المنتج الذي حاول ان يقلب المعادلة من صيغة الكل فائز الى صيغة فائز وخاسر وهو ما ترفضه الفكرة الليبرالية في الأساس . ومثال اشارة المرور مثال جيد في لهذه الفكرة فأشارة المرور تنظم حق الجميع في العبور  والمرور على الرغم من تعارض الأتجاهات او تعارض المصالح.
وكذلك  نؤمن كليبرالين ان المجتمع الحر هو مجموع لأفراد احرار ولا يمكن ان نحقق ابدا المجتمع الحر اذا كان مجموع الأفراد لا يتمتعوا بالحرية او تنتهك حقوقهم في الأختيار والتفكير والأعتقاد والتعبير ، ولا يعني ذلك تفضيل مصلحة فردية عن مصلحة جماعية ولكن يعني اننا نحاول ان نحافظ على حرية كل فرد لأننا نؤمن ان انتهاك حرية فرد او اقلية هو انتهاك لقيمة الحرية ذاتها وانتقاص لحق طبيعي من حقوق البشر لا يملك احد كائن من كان ان يصادره او يحجبه حتى ولو بأسم الأغلبية.

لذا فقد ظهرت الليبرالية لتحرير 3 فئات من ظلم استبداد 3 فئات اخرى : 1-تحرير الفرد من استبداد الجماعة فقبل الليبرالية كان الفرد عبارة عن جزء من اقطاعية او قبيلة او مدينة او قرية لا رأي له الا ما رأت الجماعة ولا حرية له الا ما يترتب على وضع الجماعة في المجتمع وهو حق وراثي في الغالب لا يكتسبه بمجهوده بقدر ما يكون مكتسب بحق الدم فمن ولد لأسرة اقطاعية نبيل له حرية تفوق بكثير من ولد لأسرة من العبيد او الفلاحين 2- تحرير الأقلية من استبداد الأغلبية اي تحرير الجماعات التي تختلف مع الأغلبية وتشكل اقليات صغيرة داخل المجتمع  من ارهاب وطغيان الأغلبية ، فالليبرالية لا تعني فقط حكم الأغلبية كالديمقراطية ولكنها حكم الأغلبية مع ضمان حقوق الأقليات في الوجود و الأعتقاد والتعبير والعيش الآمن 3- تحرير المجتمع من استبداد الحكومات والملوك  فقبل الليبرالية كانت الحكومات والملوك يحكموا بالحق الألهي وحق الدم الأزرق ولا حق للمجتمع في مسائلتهم او محاسبتهم حيث لا فضل للمجتمع في وضعهم على كراسي السلطة والحكم.وهنا تظهر الليبرالية كفكرة وفلسفة تحاول ان تحرر الأضعف من سلطان الأقوى وتمنح الفرد استقلالية في الأختيار دون ضغط او اجبار او ارهاب وهنا تظهر فكرة الفردية في الليبرالية  وهي لا تعني الأنعزالية او الأنانية كما يفهم من اراء منتقديها  ولكنها تعني الحق الكامل لكل فرد في ان يفكر ويختار ويتصرف وفقا لقناعاته مالم يضر الأخر لكنها في نفس الوقت فلسفة امنت بالعيش المشترك وطورت ما يسمى بالمجتمع المدني للتفاعل المجتمعي المنظم في مواجهة الدولة وحضت على قيم التسامح والتعاون بين الأفراد لتحقيق الخير العام.
فتطورت في المجتمعات الليبرالية ما يسمى بفكرة ال Public space. أو ما نسميه بالمجال العام وهي تعني مساحة مشتركة بين افراد المجتمع أو مساحة التلاقي بين الناس وهي فكرة تسمح بالتعاون والتعايش وتطوير ثقافة مشتركة وزيادة ما يسمى بروح الفريق والعمل الجماعي مثل النقابات والأحزاب ومؤسسات الوقف والعمل التنموي والخيري وغيرها من الأنشطة المشتركة, حتى الشارع يعتبر جزء من مساحة المجال العام شوفوا إزاي بيحافظوا على أناقته ونظافته وشوفوا عندنا بنعمل ايه في مجالنا العام وابسط مثال لها نظافة شوارعنا وقدرتنا المتدنية على العمل الجماعي في احزابنا وتنظيماتنا التي تنفجر بما يفوق معدل الأنشطار النووي.


تعليقات

المشاركات الشائعة