لو كان المجتمع الأوربي عزل الصليبين والمجانين بتوع الحملات الصليبية كان
اللي هيحصل انهم ينتجوا نماذج اكتر عنفا لو كان التوتسي رفضوا دمج الهوتو
بما فيهم هؤلاء الذين شاركوا في المذابح مكانوش وصلوا للي هما فيه حاليا من
انهم واحد من افضل نماذج
الدمج والعدالة الأنتقاالية في العالم .. الأخوان جماعة منغلقة فعلا وأظن
ان الدور الأصعب هو كسر القفل مش وضع خزنة حديد عليهم ... بخلاف ان بحكم
التدقيق المنهجي بس لا احب ان اضع كل الأسلامين في مربع مصمت حتى لو ظهروا
انهم متحالفين .. هما بيتحالفوا في اوقات الشدة فعلا وده مش حال
الأسلامينن بس ده حال كل الجماعات انها بالضغط بتتقنذ اي تميل الى اكثر
صورها يمينية وتشدد واظن مفيش ضغط اكتر من كده .. الناس بتتسحل في الشارع
وبعد كده ياخدوا اعدام بتهمة ممارسة العنف... . الجماعة اتجهت طبعا لمزيد من السلفنة ومزيد من الوهبنة تحت تأثير
الهجرات العابرة لشرق البحر الأحمر حيث بلاد اللرمل و المال والجاز والبداوة
في التفكير لكن ذلك لا ينفي محاولات اعادة تمصيرهم وأعادة دمجهم .. انا اظن انها فرصة للضغط على الأخوان في اتجاه الدمج مع القوى
المدنية ولن يستجيبوا جميعا طبعا لكن المردود من هذا الضغط سيكون اخراج
مجموعات منهم اكثر رغبة في مد الجسور والقبول بالحلول الوسطى للأزمة
الحضارية اللي اتحشرنا فيها.
اما عن طرح الشارع بيرفضهم ..هيفضل
السؤال المهم اي شارع الذي يرفض الأخوان .شارعنا المتآكل بالفعل ولا
الشارع اللي بيشجع الدولة السلطوية في مصر كتشجيعه للأهلي في بطولة
الكونفيدرالية ولا شارع الأسلامين انفسهم وهو عدد لا يمكن تغافله من
الجماهير التي شكلت الكتلة الحرجة لأنتفاضة يناير..
تعبير الجماهير بتكرههم او الشارع مش معاهم تعبير فضفاض اوي لكن حتى لو
سلمت بيه لأن معطيات الواقع بتقول ان جزء كبير من الناس تحول بفعل الخوف
للتسليم بكل الأساطير المؤسسة لدولة العسكر في مصر هيفضل في مشكلة عندنا في
ان جماهيير الأسلاميين فعلا بدأت تتشكل امامها كربلائية بالمعنى الحرفي
تجعلهم خطر وتهديد على اي محاولة لتأسيس ديمقراطية في مصر.. ارى ان اي
محاولة لعزل الأخوان خطر لأنهم بالفعل جماعة متأرجحة بين الإعتدال والتطرف
وهذا التأرجح الذي تستخدمه لكي تدعم وجهة نظرك في ان الأخوان يجب ان يتم
عزلهم هو نفسه الذي يجعلني اتبنى مقاربة تانية تقول ان الأخوان لم
يتموضعوا تماما ناحية الراديكالية وهناك فرصة لازالت امامنا لأسترجاعهم كخط
فاصل يفصل بين الجماعات التكفيرية والأسلاميين المعتدلين..
تعليقات
إرسال تعليق