خلينا نفتح مناقشة مفيدة حول فكرة المشاركة في الإنتخابات من عدمه...
الانتخابات لا تضمن الا حاجة واحدة.. تنظيم المعارضة في كيانات تطرح سياسات
بديلة للناس وتجمع الفرادى في تنظيمات وهو النقطة الفاصلة في العمل
السياسي وفي الكفاح السياسي وهذا تحديدا ما فعلته الحركة الديمقراطية في
أمريكا اللاتينية اقرب النظم لحالتنا.. الثورة فشلت نتيجة للفراغ التنظيمي
وليس للفراغ الأيدلوجي. طرح شعارات التغيير دون ترجمتها لسياسات تصادر
مستقبل التغيير في مصر ولن يترجم هذه الشعارات الى سياسات الا الإحتكاك
بالناس وطرح بضاعتنا عليهم كلما سنحت الفرصة. وعليه فأود ان اسجل النقاط
التالية في ضرورة المشاركة في اي عملية انتخابية حتى لو كانت غير نزيهة:
1_ الحركة أولى من السكون دي حقيقة فيزيقية تنطبق على العمل السياسي ايضا.
بمعنى ان طاقة التنظيم تتطور وتنمو من الحركة بمعنى اننا نكون اكثر تدريبا
على الخطاب والطرح والمواجهة أثناء الفعل في الشارع اللي احد اهم ادواته
الإنتخابات. كل الأشخاص والرموز اللي التفينا حولها في يوم من الأيام صنعت
مجدها من خلال المكينة الانتخابية التي تعد افضل مساحة لإعداد الكوادر
السياسية.
2_ ألزمت نفسي بمثال أمريكا اللاتينية وساتلو علىكم ما
انتم به ادري مني. تعرضت الحركة الديمقراطية لأكبر انتكاساتها في السبعينات
كان الناس يتخطفون من الشوارع ثم يختفوا للابد وكانت الجماهير تحت ضغط
الخوف والأمن غير متعاطفة لكن التزمت الحركة باستراتيجية استغلال كل مساحات
الاشتباك المتاحة وعلى رأسها الانتخابات كوسيلة حشد المتعاطفين من ناحية
ومنير للتواصل من ناحية ثانية واستنزاف لطاقة النظام من ناحية حتى لو
اضطريته التزوير فده كان بيسحب من شرعيته.
3_ لا تهتم السلطة
بمقاطعتنا وربما تبتهج لها وتسعى لها وما العراقيل التي وضعوها لمنع ترشح
قائمة صحوة مصر عنا ببعيد. إذن فالشاهد ان لهم مصلحة في مقاطعتنا. السلطة
تريد أن تنفرد بالشارع وتحاول أن تطردنا منه مهمتنا إلا نجعل حياتهم أسهل
في تحقيق هذا الهدف.
4_ فراغ الثورة التنظيمي يجعلنا نهرع الي كل
وسيلة تدعم تنظيمنا في كيانات تنظيم سياسي قادر على بناء بدايل وليس تنظيم
احتجاجي ينتهي دوره مع هدم القديم.
5- حتى في خناقة البرلمان ده
مع السادات اوهيثم الحريري فده أمر لصالحنا بردو لأنه بيعري النظام أكثر
وبيكشفوا ادام شرائح مترددة وقطعا ده بيسحب من شرعيته. مثلا لولا نزول
الوفد والإخوان انتخابات 2010 ما اضطر النظام للتزوير الفاضح وما انكشفت
عورته بعد التزوير الفج. ولن اذكركم ان حركات تغيير واسعة ولدت من رحم
تزوير الانتخابات الفج
6- لو اعتبرنا ان ما يسمى بربيع القاهرة سنة
2005 كانت لحظة مفصلية في نهاية نظام لجنة السياسات فده في حد ذاته اتولد
في لحظة انتخابية دفع عدد من الناس تمنها لكن كان ينقصها البناء على تراكم
تنظيم سياسي وليس فقط الاحتجاج. نحن وغيرنا محتاجين نستغل المساحات
المفتوحة نسبيا في التواصل اللي بتظهر في الانتخابات زي ما عمل هيثم
الحريري لأنها أكثر اللحظات بيبقى فيها تسامح نسبي مع التواجد في الشارع
وأكثر اللحظات قبولا من الناس للحديث معهم. النظم القمعية ينطبق عليها ما
ينطبق علي البشر من عرضتها للانهاك و والتراجع ولكنها لن تفعل ذلك من تلقاء
نفسها فقط نحتاج أن نستغل كل لحظة إنهاك.
تعليقات
إرسال تعليق