بمناسبة ضحية الشرطة الجديدة سواق التوكتوك في شبين , لازم نواجه نفسنا
ونواجه الناس دايما مع كل حادثة زي دي ان حالة القتل العبثي للمصريين دي هي
جزء من مشهد كبير يهدف الى تصدير الفزع العام في البلد وكسر روح المقاومة
وجزء من تركيبة السلطة في مصر اللي قايمة اساسا على فكرة محورية بتزرع
وتكبر في عقيدة ضابط الشرطة او الجيش بدرجات. العقيدة ببساطة ان هناك من
يقوم بدور الأسياد اصحاب الدم الأزرق والإمتيازات الكاملة والقدرة المطلقة
على تسخير الناس لخدمتهم, وده مش لغو ولا مبالغة ولا تحليل طبقي ماركسي
خالص لأن ده بيتم بمعنى مباشر تماما (شوفوا تجنيد بعض المجندين اللي
بيقضوا فترة تجنيدهم في الخدمة المباشرة لعمارات الظباط او استخدام الجيش
لعمالة رخيصة من المدنيين لتحقيق مكاسب احتكارية).
بمد الخط على
استقامته فأن اي اسياد يلزمهم مجموعة من العبيد اللي يجب ان يكون دورهم في
خدمة السادة او وجودهم مسخر في الأساس لتحقيق امتيازات للسادة دون اي
مواربة, الجزء الأكبر من موارد العبيد بيروح للسادة علشان الإمتيازات
بتاعتهم لازمة تبقى مطلقة في مقابل ان يحرم العبيد من ابسط حقوقهم وهو حتى
حق سلامة الجسد او الحق الأولي في الحياة.. اغلب حوادث القتل العبثي هذه
كيف حدثت؟ حدثت ببساطة لأن احد هؤلاء السادة لمح تمرد من احد هؤلاء العبيد,
بمعنى ان السيد البيه الظابط بيبقى في الغالب بيشتم او بيضرب العبد من دول
اللي مالوش اي حقوق, يقوم العبد من دول كرد فعل انساني يثور لكرامته ويرد
الإسأة, رد الإساة في حد ذاته يعتبر اكبر اهانة ومحاولة للتمرد على طبيعة
تشكيل السلطة في مصر التي تؤكد ان لا حقوق لمن هو خارج دائرة السلطة. وكل
عبارات الحوادث الفردية او ان الضابط اطلق الرصاص في الهواء فجت بالظبط في
منتصف جبهة الضحية او ان الضحية اللي عليه اثار تعذيب واضحة لأعمى يبقى ميت
من هبوط غير مفهوم السبب للدورة الدموية كلها عبارات تكرس الحالة وتؤكد
عليها, الحالة اللي بتقول انتم مالكمش اي حقوق ودمكم عندنا رخيص وهنخترع
شوية اكاذيب احنا عارفين انكم عارفين انها كدب ولكن هنخترعها بحكم التعود
او لإسكات ضمائر ممكن تصحى فجأة, ضمائر المستبدين والمستفيدين تخدرها
الأكاذيب بسهولة شديدة.. ومن عبثية المشهد ان الضباط المتورطين في القتل
وليس فقط في التعذيب بيتم ابعادهم لفترة ثم بعد فترة ليست بالطويلة يتم
مكافأتهم فالنظام لا ينسى من رجاله من ساهم في تكريس صورة الفزع العام التي
يتم تصديرها فيعود الضابط منهم الى عمله بعد فترة ويتم ترقية الى ان يصبح
حكمدار للعاصمة او محافظ للفيوم او رئيس للجنة حقوق الإنسان في مجلس لا
مؤاخذة نواب الشعب.
تعليقات
إرسال تعليق