الخروج من الكومفرت زون , عن الغربة والعالم الجديد

مش عايز افاجئكم لكن الغربة في بلد فيها قدر كويس من احترام حقوق الإنسان وخدمات محترمة وفرص متساوية للجميع مش حاجة وحشة ولا حاجة, خاصة لبداية حياة جديدة فيها احتمالات نجاح اكبر بكتير من اللي موجود في مصر.
اه طبعا الناس بتفقد الكومفرت زون بتاعتها وبتحس بحنين لأشيائك واشيائك هنا تشمل كل حاجة بداية من ذكريات الطفولة نهاية بالخروب اللي كنت بتشربه جنب الراجل بتاع الكبدة مرورا بعربية الفول. الحنين ده منطقي وطبيعي خاصة لو انت مهموم ببلدك وعايز تشوفها افضل. لكن انا شخصيا شايف التنقل والإرتحال او العادات اللي اكتسبها البشر من عصور القطف والصيد قبل 10 الاف سنة هي اصل من اصول التبادل والتقدم الإنساني لا يمكن ان تستغنى عنها البشرية والا كان البشر لغاية النهاردة ما اتحركوش من موطنهم الأصلي في شرق افريقيا (بين تنزانيا واثيوبيا).
الغربة مفيدة لتطوير ذاتك وصقل خبراتك وتعميق رؤيتك للدنيا وقدرتك على اكتشاف الجديد والأحسن ويمكن ده سبب تفوق الأنجلو ساكسون والأوربيين انهم شعوب بتحب دايما مغامرة الترحال بعيد عن مناطق الكومفرت زون واكتشاف الجديد ما وراء البحار. الهجرة فرصة افضل لجيل تاني كمان مالوش ذنب انه يتولد في بلد فرصها محجوزة وشحيحة وطبقة الحكم والثروة فيها مقفولة. لما بامشي في الشوراع واشوف ان في كل حي مكان مجاني للعب الأطفال بما فيها المراجيح والزحاليق واللعب في الرمل الحاجات الي بتبدو بسيطة لكن الأطفال في مصر محرومين منها, واشوف ملاعب المراهقين للعب الكورة او اي رياضة تانية مجانا ولا اشوف رحلات المدراس الأسبوعية المبهجة بالفيست الفسفوري للأطفال علشان اعتبارات السلامة واتحسر على اطفال مصر المحرومين من كل عوامل البهجة المتاحة للجميع هنا ومش محجوزة لإثبات التباين الطبقي والإجتماعي. ما اقدرش اقول ان الهجرة تجربة رائعة في المطلق لكن اقدر اقولكم ان جودة الحياة افضل بكتير رغم كل صعوبات العمل والتكيف والضغط الدائم لضمان التطوير الدائم والبحث عن فرص افضل. لكن اللي اقدر اقوله ان حق اطفالكم انهم يعيشوا في مكان يحترم حقهم في الحياة وحقكم انتم في ان لما تتعبوا تلاقوا. وختاما اقدر اقولكم ان الحياة تبدأ دوما حينما نغادر الكومفرت زون.