بوستات الكربلائيات في الأزمة السورية

البوستات اللطيفة اللي منتشرة بتصب اللعنة على الغرب والشرق وفي الأخر تختمها ب "لكِ الله يا سوريا" بتعيد انتاج منطق المصريين بربنا يولي من يصلح واللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين. الفعل صفر , الرؤية لمسافة 2 متر من مكانك صفر, القدرة على الحركة صفر والقدرة على التفكير المنطقي المتسلسل بردو صفر...
يعني ما سمعتش في يوم وانت قاعد تسمع نشرة 9 عن توازن القوى او توازن الرعب بين الأطراف؟ التوزان ده لوحده كافي بإيقاف حروب ومنع اخرى واقناع الأطراف ان المفاوضات المتبادلة افضل من الفناء المتبادل , يعني احد الأطراف زي المعارضة السورية كده كان بيحقق انتصارات نسبية على قوات النظام ضعيفة القدرات, فأستعان النظام هنا بتحالف اجنبي اوسع وعرف يستغل استراتجية ذكية اسمها اخف الشرين , بمعنى انه ركز كل ضرباته على المعارضة المعتدلة وسمع بتمدد المعارضة السلفية المجنونة, فظهر للعالم انه اهون الضررين او اخف الشرين فغض العالم بصره عن اجرامه ونجحت الإستراتجية , كل ده بيقول ان المعارضة دي لازم تعدل خطابها و ترتب تحالفاتها والا هزمها تحالف اكبر منها لا ان تتطهر وتقول فلنموت في صمت..
لو كان في طرف لازم تنحاز له فهو الطرف اللي ممكن يأسس ديمقراطية داخل المعارضة السورية, ولو في لوم ممكن توجه للعالم وللغرب فأنه فشل في دعم تيار ديمقراطي مدني في الثورة السورية وتركه هدف سهل لوحشية الأسد والروس.
دعوتك لعدم تدخل الغرب والكربلائية اللي انت عاملها دي هي بمثابة دعوة للشعب السوري او الجزء المعارض من الشعب السوري ,واظنه الأغلبية, بأن موتوا وانتم ساكتين يا جماعة ما تعملوش توازن قوى وما تحاولوش تقاوم البراميل والتطهير الأثني والمذهبي...
محدش بيحارب خصم زي النظام البعثي ده بطوله , خاصة لما يكون خصمك جايب نص الكوكب يحاربك بيه
, البوستات التطهيرية دي اللي بتدعو للولا حاجة والجري في المحل والموت في صمت من اسوأ ما انتجته الثقافة المصرية

القصد , الكراهية المبالغ فيها للغرب دي كانت دايما كراهية غير عقلانية فأصبح التفكير بالمخالفة مسيطر علينا وعلى ردود افعالنا.. نحن لا ننظر للأحداث على اساس عقلاني نبحث فيها ما يوافق المصلحة او ما يخالف المصلحة , لكن نبحث فيما فعل الغرب فنخالفه لأن المفروض وفقا للأسطورة الناصرية الشعبوية لما امريكا (الغرب) ترضى عنك تعرف اني ماشي غلط.. ليه يا حبيبي؟ دي المصالح خطوط تواصل وتضاد والشاطر اللي يخلي مصالحه تتلاقى مع مصالح الأطراف الأقوى... وهكذا ضاعت اهم فرص لمقرطة الشرق التعيس لمجرد ان الديمقراطية فكرة جاية من الغرب واحنا لازم نخالف الغرب فتعالوا كده ندور على حاجة تانية غير الديمقراطية وفي الغالب هي حاجة فاشلة او حاجة منتهية الصلاحية... تفكير الناس في الأزمة السورية تفكير كاشف لهذه الحقيقة.

 .