ف المشروع

صورة منقولة

اذا اردت ان تعرف نبض مصر ورأيها العام فما عليك الا ان تركب المشروع (الميكروباص ) وتفتح حوار ستحصل على افضل نتيجة في الغالب  لقياس الرأي العام _مع الأعتراف بوجود معامل خطأ  بسيط - للمصريين وأفكارهم وأظن ان المشروع هو افضل معاهد استطلاع الرأي في مصر ..ونصيحتي لكل من يريد قياس الرأي العام في مصر ان يشتغل سواق مشروع لمدة شهر .
ركبت المشروع مرة وفتحت الحوار الأتي مع السواق :
-ايه رأيك في الثورة يا اسطى؟
- والله ما عارف لها حاجة .. الحرامية كانوا كتير في البلد ياكابتن بس بردوا اللي انتم عملتوه ده محدش عارف له اخر والبلد باظت ( يخاطبني السواق كما لو كنت احد صناع الثورة لمجرد ان شكلي انتمي لسن الشباب مش عارف اللي فيها).

- يعني انت كنت عارف تعيش قبل كده يعني من السرقة والنهب يا عم الأسطى ماكانت بايظة بايظة ..وبعدين اللي بيحصل ده تمن صغير ندفعه علشان نعرف نعيش بعد كده .
- معاك بس بردوا لازم نبقى عارفين احنا ماشيين على فين وفي الأخر الحرامية موجودين موجودين يعني انتم (لسة عشمان خير في العبد لله) غيرتم الحرامية وفاكرين انكم مش هتجيبوا حرامية تانين ..كلها محصلة بعضها.
- انت بس يا اسطى اللي تضمن كده لازم تشارك في الأنتخابات وتدافع عن حقوقك.
- انتخابات ايه بس يا كابتن انا ايه اللي يخليني اسيب عربيتي وشغلي وأروح الأنتخابات ..هتعملي ايه الأنتخابات ..هتأكلني ولا هتشربني ..يا عم  دول ناس بيتخانقوا مع بعض علشان مين فيهم اللي يوصل للكرسي ويقعد عليه ..احنا مالنا ومالهم ولا هيدخلنا ايه منهم ....احسن لي يوم الأنتخابات ده اني اعمل لي طرفين تلاتة علشان عيالي.
صفعتني الأجابة فسواق المشروع لا يشعر ان اي ممارسة سياسية يمكن ان تفيده على المستوى الشخصي في حين ان كل الأحزاب وكل السياسيين وكل التنظيمات السياسية الموجودة في العالم كله صنعت وصممت لكي يشعر السواق ده انها تخدم مصالحه الشخصية فيتحرك من بيته لينتخبها  وأذا فشلت كل هذه التنظيمات ان تقنع السواق واغلبية المصريين انها موجودة لخدمة مصالحهم الشخصية فأكيد العيب في التنظيمات دي مش في السواق ولا في اغلبية المصريين (حزب الكنبة زي ما بيقول عليهم الأفندية) ..لا يستوعب الناس رطانة المثقفين والأحزاب ولا يفهموها لأنها لغة غير لغتهم وليس لضعف او قصور في استيعابهم ..الناس كلها تحتاج لمن يحل لها مشاكلها اليومية والسياسة هي وسيلة لحل هذه المشاكل وليست وسيلة  لألقاء الخطب ووعظ الناس...
اعترف تماما ان الأصلاح السياسي هو بداية الطريق وأن هذا السواق لن يحصل على حقه الا في ظل نظام سياسي يسمح بالتداول والتنافس والتعددية لكن في ظل نضالنا لتحقيق هذا النظام السياسي يجب ان نعيد انتاج خطاب الأمل ونجعلهم يشعرون ان الأصلاح هو طريقه الأوحد لتحقيق مصلحته الشخصية ومصلحة هؤلاء الذين يحبهم ويهتم بهم .. يتبع