خلي امك تدافع عن الحدود.. درس من الأرجنتين

فشل جنرالات الأرجنتين في تحقيق نجاح ملموس على مستوى الإقتصاد مثل زملائهم في البرازيل واصبح استمرارهم في الحكم صعب. فقرروا في ابريل 1982 شن حرب خاطفة على بريطانيا للإستيلاء على جزر بريطانية فيما وراء البحار وهي جزر الفوكلاند قريبة من السواحل الأرجنتينية ... يؤمن الجنرالات ان الحرب والعنف وحدهم قادرين على اثارة النزعة القومية لدى الشعب والشعوب تتعسكر اتوماتيكيا بمجرد ما تثير لديها نزعة القومية والشيفونية المريضة التي تسحق الفرد تماما , كما تمكنهم الحرب والعنف من المتاجرة بدماء العسكريين الذين يموتوا في حرب عدمية فكلما ارتفع صوت احدهم مطالبا بالإصلاح وعدم عسكرة البلاد يردوا بأن العسكر دول هما اللي بيحموك من مؤامرات بريطانيا و ارهاب الشيوعيين ويتم التلاعب بمشاعر الناس في كل مرة تقام جنازة عسكرية لأحد ضحايا حروب العبث العسكرية. فكلما اعترض احد دعاة الديمقراطية على قمع العسكر يخرج عليه كلاب الحراسة بلائحة اتهام تحمل كل تهم الخيانة والعمالة الممكنة ثم ينتهي بالمشهد التقليدي بالكلام اللي شبه ابقى ابعت امك او روح انت دافغ عن الحدود ....... ;كما تمكن حالة الحرب العسكريين دوما من ان يكون لهم السيادة والبطولة والحق في موارد البلاد وتكريس احتقار اي توجه نحو المحاسبية او الديمقراطية او السيطرة المدنية على العسكريين .
فشلت الخونتا العسكرية الأرجنتينية تماما في حرب الفوكلاند وكان امر متوقع لأن تورط الجيوش في السياسة لا يجعلها جيوش بالمعنى الإحترافي ولا يجعل منها سياسيين بالمعنى الإصطلاحي بل يجعل منها مسوخ تفشل في ميادين السياسة وتنهزم في ميادين العسكرية.. انهزمت الأرجنتين في الحرب لكنها انتصرت بعدها في السياسة حينما تخلصت من الخونتا بعدها بسنة واحدة ....