إعادة لبوست امبارح لأن الموضوع مهم ويبدو انه محل خلاف سنوي
1- الملكية المصرية لم تكن دستورية بشكل كافي بل كان الملك يحكم ويتحكم ويتدخل في الحياة السياسية ويشكل فرق اغتيالات.
2- رغم كل هذا الا ان الملك كان يتراجع تحت تأثير حياة سياسية حية ومجال عام يضغط وبرلمان يحاسبه على الجنيه.
3- مصر كانت دولة لها اقتصاد قوي لكن نسب فقر كبيرة وهي اشبه بهولندا مثلا سنة 1891 , انا شوفت بعيني شكل ملابس الفلاحين الهولنديين وقتها وشوفت بردو رسومات توضح الظروف الصعبة اللي كانوا عايشين فيها .. مصر كان فيها فقر طبعا وكذلك كل العالم في مراحل بدايات التطور
4- رغم ذلك الا ان الأمور كانت في تحسن مستمر ومطرد والطبقة الوسطى في ازدياد, بعد الغاء الإمتيازات الأجنبية انتعش الإقتصاد الوطني وتم تمصير العديد من الإستثمارات الأجنبية وتوسعت بالفعل الطبقة الوسطى
5- كان هناك خلل في توزيع الملكيات الزراعية لكن كان في محاولات لزيادة نسبة صغار الملاك وقد وصلت نسبة الملاك ل 2 مليون و ستمائة الف في عدد سكان يصل ل 20 مليون لكن بقى هناك خلل لا ننكره لكن كان هناك محاولة دائمة للحد منه عن طريق استصلاح اراضي وتمليكها لصغار الملاك بما لا يقل عن 5 افدنة بداية من سنة 1948
6- كانت نسب الجهل مرتفعة والتعليم لم يكن مجانيا حتى اصبح مجاني و الزامي بداية من سنة 1942 مما اتاح فرصة لمزيد من المصريين للتعلم , واصبح مجاني حتى التعليم الثانوي مع حكومة الوفد سنة 1950
7- كان احوال العمال سيئة حتى سنة 1936 حين ظهر اول قانون يقر المسئولية التأمينية لأرباب العمل, ثم سنة 1943 مقرا مبدأ التأمين الإجباري ثم 1950 ليقر المسئولية عن الأمراض المهنية , ثم قانون الضمان الإجتماعي سنة 1950 الذي اقر التأمين ضد العجز والوفاة , وقد بدأت النقابات العمالية في تطور بداية من سنة 1919 وكانت في حالة شد وجذب دائم مع الحكومات
8- المدن المصرية كل المدن المصرية (وليس القاهرة واسكندرية فقط) كانت في حالة اكثر تنظيما وخدماتها افضل طبعا يكفي ان تنظر الى مباني سمنود القديمة (كان فيها سباق عجل اسبوعي بالمناسبة )او الأقصر في الأربعينات او اسيوط او المنيا .. طبعا الريف لم يكن في افضل حالاته لكن الهجرات للمدينة وتحول الريف لمركز طرد تم اغلبه بعد 1952.
الخلاصة انا لست داعي لعودة الملكية ولا اريد عودتها لأني من دعاة جمهورية برلمانية ديمقراطية, لا والأكثر من ذلك اني ارى ان البلد كانت حبلى بثورة فعلا فجر يوم 23 يوليو 1952 ... لكن البلد كانت في حالة حركة وتطور وتداول ولو منقوص للسلطة وحكومة ومعارضة وبرلمان بيحاسب الملك شخصيا وبيمنع عنه اي مصاريف لتجديد يخته او بيحاسبه على سلفة جوازه وزعماء بيمنعوه من دروشته لما كان عايز يتوج نفسه في حفلة دينية تضفي على منصبه الدنيوي ملامح مقدسة ..
وه طبعا افضل من حالة قفل المجال العام ومصادرة السياسة ومنح شخص واحد فقط الحرية في التصرف والتفكير ومنعها عن الناس ..
البلد في هذا اليوم كانت محتاجة ثورة فعلا ولكنها اشبه بمريض كان يعاني من عدد من الأمراض كان يمكن شفائها دون تدخل جراحي فقررت حركة يوليو 1952 ان تطلق الرصاص عليه علشان ربنا يشفيه.
...........................................................................
الى بعض الأصدقاء:
انتم تقوموا بدور طليعي لا يستقيم معه ان تدافع عن التجربة الناصرية في المساحة العامة ..
انت بذلك تقول للناس ببساطة دوروا على مخلص يفكر لكم ويتكلم عنكم ويحقق احلامكم ولكنه يمارس استبداده ويمنعكم من الإختلاف والمناقشة والكلام..
انت بذلك تحيلهم لفكرة احنا بنحاربها كحركة ديمقراطية مصرية وهي دوروا عن الزعيم الدكر دوروا على المتجبر العادل دوردوا على اللي يمشيكم على العجين ما تلخبطهوش .. دوروا على عبادة الشخص وطغيان الفيلسوف الذي يعرف وانتم لا تعلمون.. نحن نبحث عن خلق ميكانيزم او طريقة يمكن من خلالها تنزيل الحكام لمصاف البشر ويمكن محاسبتهم على ما فعلوا ومالم يفعلوا . وقوى سياسية متنافسة قاعدة لبعض على الغلط ومجال عام مفتوح الناس تعبر فيه عن افكارها ومبادراتها واتفاقاتها واختلافاتها وإعلام يعلم ويخبر ويكشف مش يطبل ويمدح وينبطح . ميكانيزم فيه الناس هما ابطال المشهد والوعي العام هو اللي بيقرر والإرادة العامة الحرة المستقلة هي التي تحكم وانت بمنتهى البساطة بتقولهم عبد الناصر حلو علشان وزع فدادين (اتفتت فيما بعد) وبنى مصانع (فلست فيما بعد) وبنى دولة لأبناء العاملين
تعليقات
إرسال تعليق