بكرة الحفلة هتبقى عليك

عمرها ما حصلت في التاريخ ان طاغية او فاشيستي بدأ بإنتهاك حقوق الناس كلها مرة واحدة .. هي بتبدأ واحدة واحدة وكلهم بيبدأوا بالحلقات الأضعف , يبدأوا يشيطنوا في فئة في المجتمع وينزع عنها الصفة الإنسانية ويستحل حقوقها وسط تصقيف وتهليل الجمهور وكمان اعجابهم ومشاركتهم وممكن تكون الفئة دي هي المجرمين المدانين فعلا , او المتهمين بجرائم اخلاقية مثلا فينتهك حقوقهم ويحول العقوبة اللي الهدف منها التقويم الى شكل من اشكال الإهانة وكسر النفس ويطلع بردوا الناس تسقف ويقولوا قولتهم الشهيرة دول مجرمين يستاهلوا  او لو حصل الجريمة دي ضدك او ضد حد من اهلك اكيد كنت هتعمل كده (اخترع الناس الدولة لأنها تحفظ الأمن وتحقق القانون بعيد عن مشاعر القبيلة والعائلة واخد الحق بمفهومه القبلي).. 
ثم يمد خط الإنتهاك شوية لغاية طائفة سياسية  او دينية متطرفة شوية او معزولة عن المجتمع فيمارس فاشيته وعقده والناس تصقف بردو ويبقى انتهاك الحق يحظى بأكبر قدر من التأييد الشعبي وهي اكثر مراحل القمع شراسة فالناس تموت في حفلات للجنون الجماعي والقتل المقدس والدم الذي تثير رائحته جنون مزيد من الجماهير لمزيد من الدم والأمثلة تتنوع من ايام فتنة اتون في مصر القديمة الى قتل وتدمير كهنة معابد مصر القديمة وسحل هيباتيا في صحن كنيسة قيصرون الى هتلر وموسوليني والتوتسي والهوتو واللي احنا بنشوفه دلوقتي ... ايها السيدات والسادة لا استثناء في حفظ الكرامة الإنسانية لأي متهم او حتى مدان  ولا عقوبة الا بعد محاكمة والعقوبة لا ينبغي ان تتطاول الى ان تتحاول لإذلال والجريمة لا نواجهها بجريمة اخرى والقانون وحده كفيل بفرض النظام والشرطة جهاز محترف يقوم على تطبيق القانون لا تطبيق الإنتقام ومحاولة القبض على المجرمين لا محاولة كسر كرامتهم.. افهموا الفروق دي لأن لو سكتوا على انتهاك كرامة اللي مش بتحبوه النهاردة وانتم بتسقفوا وتحتفلوا , صدقوني الحفلة بكرة هتبقى عليكم