الصراعات لا تعرف اهل سنة ولا اهل فرض وثنائية الصراع الشيعي السني هو اجندة سعودية لتفسير الصراع في الشرق الأوسط زي ما ايران بتفسره مقاومة وممانعة , انا بافسره بصراع له شكل اجتماعي بين اكتر من فئة حول مصادر السلطة والقوة والثروة والتفسيرات الإيدلوجية للصراع , العراق مثلا في مجموعات اجتماعية استفادت من نظام صدام وفي مجموعات تضررت فاللي استفاد كان بيدافع عن مكتساباته واللي كان متضرر كان بيدافع عن تشكيل نظام جديد. لكن محدش كان عايز يقول كده الكل كان عايز يقول صراع مقاومة واحتلال او صراع اهل السنة والروافض او من وجهة نظر الشيعة صراع شيعة ال بيت النبي والخوارج, الكل يبحث عن بانر عقائدي يحشد عليه اللي يشبهه ويشغل مكينة الشيطنة والكراهية ضد الأخر . العنف اللي في العراق جزء من الثقافة العربية اللي مش بتؤمن بتسويات بين الأطراف وبتظن ان في طرف نظرا لعوامل غيبية او عرقية او قبلية هينتصر على طرف ما لمجرد اننا احنا جامدين اوي ومحدش يقدر علينا وفقا للتراث المعفن المتوارث من الشعر القبلي العربي وروح القبيلة اللي تخر لها الجبابرة ساجدين .. علشان كده العنف بين الطرفين في المثال العراقي كان حيواني لأن ده اللي اتعودوا عليه.. لكن هيفضل هزيمة التيارات السلفية الجهادية (دي التسمية الأًصح) هو اولوية بالنسبة لأستقرار المنطقة .. ليه؟
لأنها تيارات غير عقلانية لا تلتزم بمشروع محدد الا التدمير لأجل غاية غيبية غير عقلانية لا تتحقق ولن تتحقق لأنها غير قابلة للتحقق ... لكن كل الميليشيات التانية ملتزمين بحد ادنى من العقلانية , في هدف ما بيسعوا له لما بيوصلوا له او بيوصلوا لجزء منه يمكن التفاوض معاهم. ده بيفسر ليه امريكا والغرب بتفضل التفاوض مع ايران من المعسكر التاني رغم انهم خصوم ولا تفضل تتفاوض مع السعودية في مسألة سويا مثلا رغم انهم حلفاء , لأن ايران والمعسكر ده كله معسكر متماسك له اهداف وله اول من اخر وتقدر تتفاوض معاهم ويلتزم كل من فيه بنتيجة التفاوض لكن لا السعودية ولا تركيا ولا القاعدة نفسها لها سيطرة على كل الفصائل الجهادية المتحاربة على الأرض , لأنهم مجموعات انشطارية وكل لما مجموعة تبالغ في التطرف تطلع لها مجموعة تانية تزايد عليها ومفيش قاع للمزايدة في التطرف , لذا فالأولوية الأن هزيمة الغيبية واللاعقلانية والمشروع الهمايوني الغير محدد بأطر غير الأطر الماورائية اللي لن تحقق سعادة للناس في الأرض ولا تهتم بحياة الناس على الأرض اصلا بقدر اهتمامها بتفسيرها هي لما في الحياة الأخرى..
تعليقات
إرسال تعليق